إيمان حمود الشمري
سنوات وهذا الشعب يعاني دمارا وفقرا ومعاناة واغتيالات وويلات حروب، أما آن له أن يتنفس الصعداء؟
العراق بلد تاريخ وأمجاد، وفيها عاصمة الثقافة والأدب تستحق هذا الابتهاج، ومن حقهم علينا كإعلام عربي بوجه عام وخليجي بوجه خاص أن ندعم دورة الخليج بأقلامنا ومحتوانا وصحفنا وكل وسائلنا، فخليجنا واحد وأي نجاح للعراق يحسب لنا كخليجيين، فأي خطأ يحدث سوف يؤثر على مسيرة دورة الخليج، ولا شك أنها مستهدفة لتعكير هذا الابتهاج لغايات مغرضة هدفها إفساد هذا الابتهاج وإطفاء الأضواء وعمل ندبة تشوهها وتستوقف كل من يفكر في مشاركتهم فرحتهم.
حسابات كثيرة تبحث عن البلبلة في نشر لقطات قد تكون فردية وقليلة مقابل أحداث أخرى أكثر أهمية بتغطية الحدث، ولكن بعضهم يحاول أن يشوه الصورة، وبعض الآخر يبحث عن الشهرة بهدف زيادة المتابعة والمشاهدات، قلماً نجد أقلاماً صادقة ومحتويات منصفة وقت الأزمات.
خليجي 25 يبحث عن فرصة للقبول بعد سنوات عجاف، والمجهود واضح من خلال حفل الافتتاح الذي أبهرنا، والأغاني التي كانت تحاكي الجانب العاطفي بالترحيب بالشعب الخليجي مؤلمة وكأنها صرخات استجداء لإفساح المجال لهم كبلد يرغب أن يكون المضيف وصاحب الواجب ويرد الجميل مع أهل الجميل، هم لا يريدون منا سوى ضبط النفس والنظر للزاوية المشرقة وتخطي ما حدث لتكتمل فرحتهم.
سنوات والمنتخب العراقي يلعب على أراضي الدول الأخرى تحت ضغط نفسي من الأوضاع السياسية المتعبة التي يعيشها بلده من حصار إلى دمار، فكان يحرز تقدما تارة وأحياناً كثيرة يعود منهزماً منكسرا، حان الوقت ليلعب المنتخب العراقي على أرضه وبين أهله وأحبابه، فرحة كبيرة تغمرهم وشوق وتلهف للشعور بالأهمية كدولة مضيفة، وبودهم أن يبذلوا الغالي والنفيس لإنجاح هذا الحدث الذي قد يفتح بوابة السياحة لهم ويترتب عليه مناسبات واستضافات أخرى، فلنكن داعمين لا محبطين، ويدعون تشد من أزرهم وتساعدهم في تضميد جراحهم لينهضوا بدعم إخوانهم الخليجيين فاليد الواحدة لا تصفق، ونحن نريد لهم هذه الفرحة التي لن تتم إلا بتماسكنا جميعاً ليتجاوزا ما حدث ويتلافوه بالمستقبل...
(أيأكلنا الذئب ونحن عصبة)؟