عبده الأسمري
تأتي الكتابة على «رأس» الفنون المهارية التي تبدأ من «ألف» المهارة وحتى «ياء» الجدارة.. وتقترن بالإنسان في كل شؤون حياته ومحطات عمره، وتتباهى بحلتها لتفرق بين «الهوامش» و»المتون»، ومن خلالها تتباين «القدرات» من أعماق «الهبة» وحتى آفاق «الموهبة»..
الكتابة ذلك الفعل «الراقي» المرفوع بالهمة والذي يتشكل في «هيئات» مختلفة تبدأ بالكلمة وتنتهي بالمعاجم، وتتراوح اتجاهاتها الحرفية في النصوص والعبارات المختلفة التي تأتي لتمطر «صيباً» نافعاً من الاحتراف، يتباهى في الأفق الإنساني أمام بصر «الناظرين» وحول نظر «المتبصرين».
الكتابة الشأن الذي يعكس فحوى «الروح» ومستوى «البوح» في عطاءات «الحرف» الذي يشكل «دهرين» من الإبداع؛ أحدهما للثبات، والآخر للتحول، في ظل تباين بشري في «الفروق» الفردية بين الراكضين في ميادين «الحرفة»، والتي تضع «الماهرين» بها في «صفوف» المبدعين وعلى «منصات» البارعين.
تتغشى «السعادة» الأولى، و»البهجة» المثلى، كل إنسان تعلم بدايات «الكتابة» من خلال «حروف» إجبارية، تأتي لتشكل هذا «المركب» الحرفي، وما أن تكتمل «فصول» التعلم حتى يتكون «الشغف» المبكر بتحويل «الحرفة» إلى «صفة»، وتبدل «الواقع» إلى «وقع» يضيء في «مسارب» الأمية بإضاءات «الكلمة»، وإمضاءات «العبارة»، وحظوة «السطر»، وسطوة «النص».
تزهو «تراتيل» الإبداع المقيمة في معين «النص» المكتوب، معلنة «الانعتاق» من حيز «الروتينية»، لتنطلق في أفق «الحرفية»، فتمتلئ «ميادين» الرقي، وتكتظ «مضامين» الارتقاء بجولات «التنافس»، وصولات «التفوق»، فتأتي «الكتابة» في أبهى صورها، وأزهى مقاماتها، معلنة انطلاق «المحافل» بعناوين فريدة، وتفاصيل سديدة قوامها «الحرف» ومقامها «الاحتراف» تترسخ «تفاصيل» الإمتاع من وحي «الكتابة» التي تتحول من «حرفة»، تكبر مع الإنسان، وتنمو مع بصائره، وتتشكل في مصائره، من خلال التعامل معها كسلوك دائم ومسلك مستديم، الأمر الذي يرفع من مقامها لتكون «أسلوب» قريناً للإنسان، فتراها حاضرة في مشاهد «همته»، وناضرة «شواهد» اهتمامه.
كل من تعلم «الحرف» سيتعلم «الكتابة»، ولكن الاحتراف مرتبط بأدوات مختلفة من «المهارة» و»الموهبة» و»الممارسة» و»الخبرة»، شريطة أن يكون الكاتب «وفيًّا» لحرفته، محافظاً على «لياقة» الفكر، و»لباقة» السرد و»ثقافة» الذات، وصولاً إلى ترسيخ «كتاباته» في «الأذهان»، وتسخير «حروفه» لأجل الإنسان، مع أهمية الحرص على «نزاهة» البنان، وموضوعية «البيان».
الركض في مساحات «الكتابة» مفتوح للجميع، ولكن «الإبداع» فيها، والحفاظ على «المراكز» الأولى و»المواقع» المثلى، يتطلب «فرساناً» يجيدون المضي قدماً بأنفاس أصيلة، تستخرج «النفائس» الثمينة من حروف وكلمات وعبارات واعتبارات وسطور تبقى «شاهدة» على الثبات و»صامدة» أمام التغير..
تستحق «الكتابة» أن تقام لأجلها «المنافسات» العالمية و»البطولات» العلمية، وأن تكون دوماً في «متن» الاحتفاء، وأن تبقى دائماً في «شأن» التتويج، فمنها تخلدت «عبارات»، ظلت منقوشة على «صفحات» التاريخ، وبها تعالت «أصداء» الثقافة، وفيها تتباين «مهارات» المتميزين، وبرحيقها يعلو «فصل» الخطاب، وبعبيرها يرتكز «أصل الجواب»، حيث ظلت لأزمنة مديدة «محفلاً» للخطب، و»منبعاً» للنصح و»سلوكاً» للتعامل و»مسلكاً» للتواصل و»ميداناً» للحلول..
حتى ترتقي «الأحاديث» وتسمو «الخطابات»، فلا بد من وجود «الكتابة» كمادة خامة، تتشكل منها «مسارات» القول الحسن، وترتهن إليها «ملكات» الحديث الجاذب، ففيها «اختصار» للأفكار، وصبها في «قالب» المنافع و»انتصار» للأهداف، ووضعها في «قلب الفوائد».
يجب أن يكون لدينا «إرث» مستديم من «الكتابة» التي كان «الإبداع» أصلها و»الإمتاع» تفصيلها، ومن الضروري والحتمي، والمستوجب أن نجعل لنا «بصمات» مؤصلة في «عمق» الاحتذاء و»أفق» الاقتداء، وأن تظل عباراتنا «مناهج» تدرس و»مباهج» تكرس في خدمة البشرية جمعاء، وأن تكون «الخزائن» ممتلئة بإنتاج «مكتوب»، يعكس «تفوقنا»، ويؤكد «نجاحنا»، ويؤصل «تميزنا» في كل الاتجاهات والأبعاد.