منذ أن عرفنا كرة القدم ورابطة مشجعي الاتحاد تعد الأولى على مستوى الخليج وليس السعودية من حيث روعة الأهازيج وجماليات المدرج وقوة التفاعل والتأثير حتى على مستوى تحقيق الانتصارات في كثير من المباريات وبعض البطولات على مر التاريخ، وعلاوة على ذلك ترديد أهازيج الاتحاد في مدرجات الفرق الأخرى وكذلك طريقة التشجيع والأساليب المبتكرة التي تفردوا بها عن كل روابط الأندية الأخرى.
ومن من محبي كرة القدم يستطيع تجاهل رابطة الاتحاد وانها الأفضل طيلة سنوات مضت؟، ومن يستطيع نسيان العندليب صالح القرني وماقدمه للاتحاد وللمنتخبات السعودية؟
إننا نعيش اليوم تطوراً كبيراً في أساليب التشجيع والمؤازرة وأصبحنا نلاحظ ذلك على عدة روابط للأندية، بل تغيرت المسميات وأصبح مسمى»مجلس جمهور» هو الاسم السائد خلال المواسم القريبة الماضية وبدأ كل نادٍ يدعم مجلس جمهوره ويشكل له رئيساً ومجموعة أعضاء وفريقاً آخر مختصاً بالتطوير والمتابعة سواء فيما يخص العضويات أو مختلف الترتيبات اللازمة للمجلس، ونلاحظ وبكل أمانة بروز ملفت لمجلس جمهور الهلال أو مايسمى (القوة الزرقاء) خلال الموسمين الماضيين ومدى التطور والترتيب والتنظيم في كل مباراة للهلال، بل في كل ملعب يتواجد فيه الفريق، وكذلك التميز في الأهازيج الحديثة وطرق التشجيع مما جعلهم يتفوقون كثير على البقية، ولا أنسى رابطة جمهورالأهلي وماقدموه منذ موسم 2016 والأهازيج الجميلة والحماسية التي انتشرت منذ ذلك الموسم، وكذلك تطور رابطة جمهور النصر ومحاولاتهم المستمرة والقوية لصناعة مدرج ملفت أو مايسمى بالإلتراس.
حضرت قبل يومين في ملعب الجوهرة لمشاهدة كلاسيكو الاتحاد والهلال وشاهدت مدى تفوق مجلس جمهور الضيف وهو الذي شكل %30 من المدرجات وكيف كانت أصواتهم وتشجيعهم وأهازيجهم واضحة وقوية بعكس رابطة الفريق المستضيف الاتحاد، وبالعودة لعدد من المباريات في الموسم الماضي والذي قبله وخلال آخر خمسة مواسم كان ملاحظاً جداً تراجع مستوى أداء رابطة الاتحاد ولم يعد هناك ابتكار ولم يعد هناك جديد سوى في بعض الأهازيج أو اللزمات البسيطة الوقتية.
كلنا نتذكر كيف حقق مجلس جمهور الهلال المركز الأول كأفضل جمهور عن موسم 2021 - 2022 رغم أن جمهور الاتحاد كان الأعلى حضوراً بالأرقام، ولكن حقق الأول الهلال بحكم تسجيل المجلس رسمياً لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم وأصبحت حينها أفضلية عدد الحضور لا تعني شيئاً طالما لم يتم تسجيل الاتحاديين لمجلسهم بشكل رسمي.
طبعاً مسألة تسجيل المجلس أو عدم تسجيله ليست ما أود الوصول إليه، وتلك الجائزة التي حققها مجلس جمهور الهلال لا تلغي قوة وحضور جمهور الاتحاد في كل ملعب يتواجد فيه الفريق، ولكن أتحدث عن قيمة وتأثير وتجديد يكون ملفتاً ويكون سبباً في فوز الفريق وهذا مايفتقده كثير من الاتحاديين خلال المواسم الأخيرة.
بكل صراحة مؤسف جداً مايحدث في مدرجات عميد الأندية وعدم الاستفادة من شغف وتواجد الجمهور في كل مدينة لمساندة الفريق.
إن أهم مايحتاجه وينتظره المشجع الاتحادي هو الالتفات الحقيقي لحال الرابطة والبدء الفعلي في تسجيل المجلس لدى اتحاد الكرة وتشكيل أعضائه وتوحيد لباسهم بما يتوافق مع تطور مدرجات الفرق الأخرى والبحث عن شعراء ومؤلفين متمكنين في كتابة الأهازيج المميزة.
ذكريات طيبة لجمهور الاتحاد وأهازيج لازال يرددها الكثير من الجمهور من كل الأندية السعودية والخليجية ولكنها أصبحت قديمة أو بالأصح بعضها، ولم تعد صالحة أو مواكبة للتطورات الحديثة التي شاهدناها في عدد من المدرجات.
لقد واجهت عدداً من محبي الاتحاد بعد نهاية مباراة الكلاسيكو وكان الحديث عن مستوى الفريق وسبب الخسارة وتطرقوا لتراجع مستوى الأهازيج والفعالية خلال هذا الموسم وماقبله، وطلب بعضهم أهمية نقل أصواتهم لإدارة النادي من أجل إيجاد حلول تضمن توافق روعة الحضور والأعداد الهائلة مع الأهازيج الجديدة المبتكرة، ومني للإدارة : استغلوا شغف جمهوركم ووقوفهم مع الفريق وأعدادهم الكبيرة جداً في كل ملعب، واعملوا على المحافظة على الإرث الجماهيري التاريخي واعملوا على التطوير ونرجو لهم التوفيق.
** **
- محمد العميري