الاكتفاء بتعليم الخادمة في البيت وتوفير الكتب اللازمة لها
* لديَّ خادمة أسلمتْ بعد قدومها، وذهبتُ بها مرة واحدة لمكتب دعوة الجاليات، فزوَّدوها بالكتب اللازمة، وبأمور الدين الأساسية، وأنا أعلمها ما أستطيع من أمور الدين، ولا أرغب بذهابها دائمًا إلى المكتب؛ لأن لديها مهامها في البيت، كما أنني لا أرغب بكثرة خلطتها مع غيرها من الخادمات؛ خشيةَ انتقال بعض التصرفات الخاطئة إليها، سؤالي: هل عليَّ إثم في عدم ذهابها إلى المكتب، والاقتصار على تعليمي لها وتوفير الكتب والأشرطة المناسبة؟
- هذه الخادمة التي قَدِمتْ وهي غير مسلمة الأصل إن استقدامها وهي غير مسلمة إلى جزيرة العرب فيه ما فيه من الإثم، ولكن إذا اجتهد المستقدِم، وسعى في دعوة هذا المستقدَم، وأسلم على يديه حصل له أجر عظيم «لأَن يَهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمْرِ النَّعَم» [البخاري: 2942]، ومع ذلك بَذَل المستقدِم ما يستطيع -سواء كان رجلًا أو امرأة- في هدايتها وإصلاحها وتعليمها، كلُّ هذا يُؤجرون عليه، وذهبوا بها إلى مكتب توعية الجاليات، وزوَّدوها بالكتب اللازمة، وعلموها ما ينفعها، هذا كله يُكتب -إن شاء الله- في ميزان حسناتهم، ولكن مع ذلك مع طول الوقت تركوا التردُّد على المكتب؛ لما ذُكِر: لأنها تضيِّع أعمال البيت من جهة، ويترتَّب على اختلاطها بغيرها من الخادمات ما يترتَّب من تلاقح الأفكار التي قد تكون سيئة، فاكتفتْ -كأن السائل امرأة- بتعليمها في البيت، ووفَّرتْ لها الكتب والأشرطة المناسبة، وهذا كافٍ، ولا إثم عليها في عدم الذهاب بها إلى المكتب.
***
مقابلة المرأة عمِّ زوجها وخاله
* ما حكم مقابلة عمِّ وخالِ الزوج؟
- عمُّ الزوج وخالُ الزوج بالنسبة للزوجة -زوجة ابن الأخ، وابن الأخت- هؤلاء أجانب عنها، فلا تجوز مقابلتها لهم، ولا الكشف لهم، ولا الجلوس معهم؛ لأنهم أجانب، ولا يجوز أن يدخلوا البيت وليس فيه محرم من محارمها، والنبي -عليه الصلاة والسلام- حذَّر من الدخول على النساء، وقيل له -عليه الصلاة والسلام-: أرأيت الحمو -وهو أخو الزوج ومَن في حكمه- قال: «الحَمْو الموت» [البخاري: 5232]؛ لأن هذا الحمو يدخل البيت ولا يُستنكَر دخوله مِن قِبل الجيران، فيدخل بيت أخيه فيحصل ما يحصل من تهيئة الأسباب التي توقِع في الفاحشة؛ لأن دخوله لا يُستنكَر بخلاف دخول الأجنبي، ولذلك قال عنه النبي -عليه الصلاة والسلام-: «الموت».
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير -
عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-