على الرغم من أهمية الشهادات الأدبية أو الإبداعية التي تتضح من حضورها القوي في كثير من المناسبات الأدبية والثقافية والفكرية والفنية، فليس ثمة اتفاق حول ماهية هذا الجنس الكتابي بين النقاد والدارسين.
ونظرا لعدم وجود مفهوم واحد محدد للشهادات الإبداعية يمكن أن ننطلق منه في دراسة هذا النوع الكتابي الإبداعي، فهناك منطلقات عديدة يمكن للباحث أن ينطلق منها، إذا ما طرح على نفسه الأسئلة التالية:
هل الشهادات الإبداعية ضرب من ضروب السيرة الذاتية الإبداعية؟، أو الاعترافات؟ هل هي قراءة ذاتية معمقة للتجربة الإبداعية للكاتب تتضمن مراجعة من نوع ما يقوم بها الكاتب؟
هل هي مجرد سرد تاريخي لمؤلفات الكاتب الإبداعية وظروف نشرها؟ هل هي بيان تفسيري لمضامين أعمال الكاتب ودلالاتها؟
هل هي تأطير نظري وفكري وفني للتجربة الإبداعية لكاتبها؟ هل هي نص ملغز مشتت لذهن القارئ؟!
لا شك أن الإجابة عن كل سؤال تملي بالضرورة مقاربة معينة لدراسة هذه الشهادات الإبداعية. وفي الحقيقة فإن التصنيفات التي صُنفت بها هذه الشهادات الإبداعية (أو التي يمكن تصفيها بها) هي كثيرة ومتنوعة، ولعل القرّاء هم من يحكم على مشروعيتها ونجاعتها في النهاية.
لكن هذه الشهادات هي بالتأكيد نصوص مهمة موازية للإبداع، قد يكون من شأنها أن تثري الأعمال الإبداعية للكاتب أو تفقرها، تبعا للوظيفة التي يعلقها الكاتب أو القارئ عليها.
وقد يتفق الكتّاب والقراء في تحديد بعض الوظائف التي يرونها متحققة في هذه الشهادات وقد يختلفون كذلك في بعضها الآخر.
وبقدر ما تكون هذه الوظائف مفيدة أحيانا لقراء إبداع الكاتب، تكون مضلله لهم في أحيان أخرى.
ويمكننا تحديد أبرز الوظائف التي يسعى الكتّاب إلى تحقيقها، اعتمادا على بعض الشهادات التي اطلعنا عليها، فيما يلي:
1- وسيلة لشرح الإبداع.
2- وسيلة لترويج الإبداع.
3- وسيلة لتبرير الإبداع.
4- وسيلة لتوجيه تلقي الإبداع.
5- وسيلة لقراءة ذاتية للإبداع.
6- وسيلة للتواصل المباشر مع القراء وبخاصة عندما تكون الشهادة ملقاة أو مقروءة أمام الجمهور.
** **
- أ.د. صالح معيض الغامدي