الثقافية - أحمد الجروان:
شهد مساء الثلاثاء الماضي فعاليتين في مقر قيصرية الكتاب في وسط مدينة الرياض، وهما: استضافة القيصرية للصالونات الثقافية، وهي فعالية جديدة تنفّذ لأول مرة، وهي تهدف إلى التذكير بدور المجالس والصالونات في المملكة ثقافيًا، وكانت البداية مع "اثنينية الشيخ عثمان الصالح بالرياض" التي تحدث عنها كل من: الأستاذ بندر بن عثمان الصالح المشرف العام على الاثنينية، والدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيّع (وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقًا) بوصفه واحدًا من روادها، والأستاذ عبدالحميد بن عبدالمحسن الصالح بوصفه من تلاميذ الشيخ عثمان ومن أقاربه ومن رواد ندوته، وأدار الندوة الدكتور عبدالله الحيدري أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مستهلاً الندوة بتقديم الشكر للمشرف العام على القيصرية وللشركاء: مكتبة الرشد، وديوانية آل حسين التاريخية، وكتّاب الرأي، ثم تحدث عن أهمية الصالونات الثقافية في المملكة قائلاً: "الصالونات الثقافية أو الندوات البيتيّة تعد روافد مهمة للمؤسسات الثقافية الرسمية كالأندية الأدبية وغيرها. وتأثير هذه الندوات وشهرتها جاءت من خلال الحضور المكثّف الذي استقطبته؛ نظراً للجهود التي يبذلها صاحب الندوة بعلاقاته الشخصية، واثنينية الشيخ عثمان الصالح تكتسب أهميتها من المكانة السامقة التي يحتلها الشيخ عثمان بوصفه مربيًا ومعلمًا ومديرًا ناجحًا وصاحب علاقات واسعة في المجتمع"، بعد ذلك ألقى الدكتور محمد الربيّع ورقته فقال: "بدأ التفكير بإنشاء اثنينية الشيخ عثمان الصالح بعد وفاة الشيخ عبدالعزيز الرفاعي عام 1414هـ/1993م، وتوقف ندوته المعروفة التي كانت تعقد كل خميس إذ تركت وفاته وندوته فراغًا ثقافيًا وأدبيًا كبيرًا، فكان أن توافد بعض المثقفين والأدباء في مدينة الرياض على منزل الشيخ عثمان الصالح، فرغب الشيخ أن يستأنس برأي أمير منطقة الرياض آنذاك الأمير سلمان (الملك خادم الحرمين حاليًا)، مقترحًا أن تكون اللقاءات دائمة ومستمرة كل شهر في منزله وتكون يوم الاثنين، فوافق الأمير (الملك)، واستمرت فعاليات الاثنينية حتى وفاة الشيخ عثمان الصالح رحمه الله عام 1427هـ/2006م، ثم عادت بعد انقطاع دام أكثر من ستة عشر عامًا بمحاضرة للشيخ سعد الشثري في شهر ربيع الآخر 1444هـ (نوفمبر 2022م) بإشراف من ابنه بندر بن عثمان الصالح الذي كان مشرفًا عليها في سنواتها الأولى كذلك، وأشار الدكور الربيّع إلى أن الاثنينية استضافت عددًا من الشخصيات ورموز الدولة، وكانت فعالياتها متنوعة وفيها كل ما يهم المجتمع من النواحي الدينية والأدبية والاقتصادية وقضايا أخرى مختلفة.أما المشرف العام على الاثنينية الأستاذ بندر بن عثمان الصالح فقد أشار إلى أن للاثنينية جذورًا تاريخية تسبق عام 1414هـ، وربما تكون البداية غير الرسمية في عام 1411هـ، ومن أبرز الاستضافات: تكريم الشاعر المهجري زكي قنصل عام 1412هـ، وحول سبب انقطاع الندوة خمسة عشر عامًا قال الأستاذ بندر: بعد وفاة الوالد رحمه الله انشغلت وكذلك إخواني بجوانب ومهام وأعمال أخرى صرفتنا عن الاثنينية، وشاء الله أن تعود الندوة مرة أخرى عندما زرت معالي الشيخ سعد الشثري أوائل هذا العام للسلام عليه فسأل عن الندوة ولماذا لا تعود، فقلت: تعود إن شاء الله بشرط أن تكون الضيف الأول، فوافق معاليه مشكورًا، وعادت الندوة في شهر ربيع الآخر الماضي من هذا العام، وستواصل المسيرة بحول الله وقوته، كما أننا دشنا موقعًا لها على الشبكة العالمية، وحسابًا نشطًا في (تويتر) يرصد نشاطاتها وفعالياتها، وتُبث فيه الفعاليات مباشرة، ويتابعه عدد من المهتمين بالحركة الثقافية ونشاطات الصالونات الثقافية.أما الأستاذ عبدالحميد بن عبدالمحسن الصالح فقد توقف عند خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض ردًا على خطاب الشيخ عثمان الصالح الذي تضمن مباركة نشاط الاثنينية والتأييد لها.
بعد ذلك فُتح المجال للمداخلات، واستهلها سمو الأمير عبدالرحمن بن سعود الكبير أحد تلاميذ الشيخ عثمان الصالح الذي نوه بجهود الشيخ عثمان الصالح رحمه الله التربوية بوصفه معلمًا وإنسانًا، مشيدًا في الوقت نفسه بالطرح الذي تنتهجه الاثنينية، كما شارك في حقل المداخلات: الأستاذ محمد بن عثمان الصالح، والمهندس أحمد التويجري، والأستاذ فهد الدايل، بعدها كرّم المشرف العام على القيصرية المشاركين بشهادات شكر وتقدير.
وكما شهدت القيصرية توقيع اتفاقية بين بينها وبين الجمعية السعودية لكتّاب الرأي، ووقّع الاتفاقية كل من: المشرف العام على القيصرية الأستاذ أحمد بن فهد الحمدان، ونائب رئيس الجمعية الأستاذ خالد السليمان، وتضمنت الاتفاقية بعض المواد أهمها: تنظيم أمسيات ثقافية مشتركة، والتعاون في مجال النشر الورقي والرقمي.