شروق سعد العبدان
يأسرني الانهمار كيفما كان.. وِصالاً وشوقاً وعطاءً ووجوداً وغضبا .. يرهبني الأمر الشديد في عمقه الذي يصب عليّ جُل معناه صبا ..! فتفتق الأشياء نفسها حتى تتسع استطاعة .وتكبر صدورنا حتى تأخذهم احتضانا .جدباء مشاعرنا ينبتها الانهمار في أمرها .عندما أراك أرى الربيع من خلالك فأتورد .تطير من كتفي العصافير ومن شعري يتساقط أقحوان وتخضر الطرقات وتعزف الأرصفةُ احتفالاً.كيف يمكن أن أصفك بالكلمات ..؟! كيف أشرح لهم حديث حاجبيك وضحكة خطوط وجنتيك ؟!ومزيج عرق يديك ؟!كيف على المرء شرح زخة مطر ..!!لقد علمني انهمارك بأن الأرض صاحبتي والسماء دليلي وأن الوطن وطن حيثما تكون أنت ..أتعرفون كيف يكون طرق الرضا على شبابيك قلوبنا ؟ هكذا يصبح النفسُ طويلاً واليدان باردة والعيون مختنقة والخطوات ثقيلة وكأن القاع يتحرك من تلقاء نفسه .لقد فعلت بي مثلما يفعل المطر ..أصغر معك عشرين عاماوأضحك معك دون توقف وأغني وأتحدث وأرقص ..أشعر بأني عالقة بين جنبيك ولا أريد أن أتخلص .وبأن صوتك رعد في سمعي لو ضرب أرضاً أغرقها ..فهلا أغرقتني ؟!زخة .. هطلت في داخلي دون انتباه أورقت قلبي وأحيت مشاعري وكان لهطولها أثر .الشعور الصحيح يتضح في ملامحنا ..من لم يتضح على ملامحه الشعور فهو خطأ ..لنعطي الأشياء حقها بحق نسكبها وكأن لا نهاية لها نعطيها بلا شيء يقيدها ويمنعها .التردد في العطاء يفقدنا لذته ..نحن نعطي لأننا يسعدنا ذلك قبلهم ..زخة ..أنت انتثرت في تقاسيم حياتي فأصبح كل شيء منك أريده منهمر ..!