علي الزهراني (السعلي)
هل أنتِ مجنونة، تأخذين رجلا ومعه أطفال كبارا وصغارا ستندمين يا بنت، ستغرقين هَمّا وغما ؟! إلا إذا؛ هنا انتفضت كأنها نشطت من عِقال وقالت :- إلا ماذا ؟- إلا إذا أخذت هذا السبعيني طمعا في ماله وتفريق عيالهضحكت خالتها، وهي بكل برود ثعلب، وخبث ذئب ومكر أنثى .. تطلق قهقهتها في فضاء الخيانة !جمعت ملء الأرض كيدا، وبسم الله بدأت خطتها منذ أول ليلة وكأنها عروس رغم أنها مطلقة مرتين قبله، تتغنج، تتدلع وهو فاغر فاه لا يسمع ولا يرى ولا يتحدث إلا باسمها ورسمها، وبعد أسبوع طلبت أن يكون لها مصروفا في يدها تجاوز الخمسة آلاف ريال وقالت :ما يهمني أولادك هم لك وأنا أرجوك لا يطرقون لي بابا ولا اسلّم عليهم نهائيا، وهو لا حول له ولا قوة استغلت طيبته، سذاجته، حمقه …الأسبوع الثاني من الخطة : أريد أن أذهب للسينما أختي قالت لي هناك فلم جميل، طاوعها، ندم أشد الندم وهي معه على هذا الاقتراح الغير موفق، شربا عصيرا لم ينتهِ وكاد السبعيني أن يستفرغ فيه - أعزكم الله - ضحكا معا، هناك كبسة من السيارات وهي على هاتفها ابتسامة مرة ومرات مكالمة مع أخواتها، صاحباتها وهو ينفث سيجارته واحدة تلو الأخرى، ذهبا لأسبوع عسل مشوبا برائحة البصل، هناك في القاهرة كشفت وجهها وهو مربد الوجه لكن كأن لسانه مقفل بقفلين محكمينرقصت ورقص، وقذفا بالحياء في النيل يتموّج غرقا .. الأسبوع الثالث : النعومة خفّت بل اضمحلت، صار شغلها الشاغل المولات والجلوس بالمقاهي والتلذذ بالقهوة والتي لا تجيد غليانها، المهم بدأ صاحبنا يستيقظ وكأنه من أصحاب الكهف، صحا وهي باسطتة لسانها شتما ورقما ورسما ووصفا، وهو يضرب أخماسا في أسداس متسائلا مَنْ هذه ؟! الأسبوع الرابع : بدأت تنام مبكرا وهو صاحٍ وعندما ينام تستيقظ بعد منتصف الليل على هاتفها بدلتها وفنجانها الأسود من حساب إلى حساب مشهور وغير مشهورة، حاول ينبهها قالت :أنا تعودت على كذا منذ طلاقي من بن الحرام، أنا حُرّة أنا لست من عارك !ومن الملفت عليها أنه كلما شاهدته مقبلا قفلت هاتفها أمامه، وحين أراد يستفهم منها اخرجت لسانها الأصفر وبدأت تمارس هوايتها رفسا ولطما وغالبا باليد، تريد استفزازه ليضربها لتشتكي عليه، أو تهرب لمخدعها في بيت أهلها في غرفتها التي مفتاحها بيدها، اكتملت الشهر، سلّم على أولاده لا يردون عليه، ضاقت به الدنيا بما رحبت وقع بين خيارين أحلاهما مُرّ، بدأ يفكر في الزواج من الثالة وفعلا بدأ وخطب وتراجع لضيق حيلته فهي أكلت الأخضر واليابس، ترعى لتأكل من خشاش الثلاجة … لا تكل ولا تمل، بيته معها غير نظيف، لا تطبخ إلا على هواها، ملابسه رثّة، وجهه اسوّد، نحل جسمه اعتقد جيرانه أنه مريض، لم يدخل عليه أي ضيف في نهاية الشهر الثاني أخيرا جاءته أمها تتحدث كثيرا غزيرا وتخبره أن عندها حساب بموقع كله قرآن وشيوخ والحقيقة يحاربون السعودية وهي تأخذ فتواها منهم !أسرّ حديثا لنفسه قال : " سبحان الله وافق شنّن طبقه " اقلب القدر على فمها، تطلع البنت لأمها، ابتسم وبارك لها دخول عالم حسابات بعض المشاهير الحمقى.. وفي ليلة باردة كقهوتها شاهد على هاتفها ما يندى له الجبين ويبيضّ شعر الرأس، كرهها وكره جميع النساء..ارتحل إلى بيته القديم ساكنا فيه يتذكر زمن الطيبين، وزوجته الراحلة، يسامر القمر معها في جيد الغمام باكيا .سطر وفاصلةأختي يا شعر رأسي، ويا وجه حيائييا عطر أمي، يا نسيم أبي أين أنتِ؟غادرت دنيانا ونحن نتلمس خيط نوركرحلت وبقي شمسك فينا يحرقناأختي يا فاء روحي يا دمي يا ألمييا غيثا لم يعد يتساقط إلا دمعايا ألفا كسرنا، يا طاءً لطم خدّ نصييا ميما سكن الحزن مبسمهيا تاءً هرولت بجانب جدار صمتناأختي رحمة الإله يا غالية
وزوجتي سلّمي عليها وقولي لها :إن أحبكما معاً ولم يزل ينثرأدمعاً.