محمد الخيبري
منذ زمن بعيد بدأت الثقافة الهلالية تظهر على الجمهور الأزرق الذي تعوَّد على أن يشاهد الهلال في المنافسة الدائمة على البطولات ومنصات التتويج ونجومه في مقدمة المتميزين الحاصلين على الأفضلية والتهديف.
وهنا ذكرت أن الجمهور تعوَّد أن يشاهد الهلال بصيغة الجمع للألعاب التي يخوض منافساتها هذا النادي الكبير.
الهلال وعبر التاريخ موجود بالمنصات والمنافسات في معظم الألعاب المتابعة سواء الفردية منها أو الجماعية.
هذا التواجد المستمر والدائم نتج عنه ثقافة لدى الجماهير العريضة التي قد تتسبب في ضغوطات رهيبة على اللاعبين.
عدم الرضا بغير التتويج والبطولات هي ثقافة اكتسبها جمهور الهلال الذي يعيش «حيرة» طوال أغلب فترات الموسم وبعد تحقيق إنجاز نظراً لهبوط مستوى الفرق على كافة المستويات حتى الفئات السنية وهو ما يُعرف بـ «الدروب» أو تذبذب المستوى الفني للفريق أو اللاعبين.
في المقابل فإن الهلال ممثلاً بالفريق الأول لكرة القدم الذي يعتبر من أقوى الفرق الآسيوية والذي لا يُعرف اليأس رغم الانتقادات الجماهيرية والإعلامية الواسعة أثناء فترات هبوط المستوى الفني والإخفاقات في المباريات الدورية إلا أنه سرعان ما يعود للمنصات والتتويج والأمثلة كثيرة والإرث كبير والتاريخ مسجل كل الأحداث.
وما يدعو للاستغراب أن تلك الحيرة الجماهيرية والتوتر طوال موسم طويل تكون بمثابة اللقاح لأي بطولة يخوض منافستها فريق كرة القدم أو لقاح للعودة بعد إخفاق.
وأعتقد أن البيئة الرياضية النموذجية التي يحويها الهلال لها دور كبير في تحقيق الإنجازات والالتفاف الجماهيري والاهتمام الشرفي والإداري على أعلى المستويات.
أيضاً هذه البيئة كان لها دور فعَّال بالتوسع الجغرافي للميول الهلالي الذي تجاوز حدود الوطن ومنطقة الخليج العربي.
الشعبية الهلالية الجارفة أعتقد أنها تقارع شعبية أكبر الأندية في المنطقة العربية وآسيا ولن أبالغ إن قلت في أوروبا والأمريكتين.
هذا التميز الذي يتمتع به الهلال وجد نتيجة تناقضات وتضاربات جماهيرية إعلامية واسعة ذات اتجاه واحد وهو مصلحة الكيان الأزرق.
وعلى الرغم من وجود تلك التناقضات والتي لا ترقى لمستوى الصراعات مما سهل على مسيري النادي احتواء أي معضلة وإصلاح أي خلل سواء كان فنياً أو إدارياً بكل بساطة.
وفي وقتنا الحالي تتجه أنظار الهلاليين للاستحقاق العالمي في منافسات بطولة «كأس العالم للأندية».
الأصوات الجماهيرية تتزايد وتزداد قوة نظراً لتذبذب مستوى الفريق الأول في منافسات «دوري روشن السعودي» وقبل أسابيع قليلة من بداية بطولة كأس العالم للأندية وتطالب بالتصحيح الفني والإداري. التطلعات الهلالية قي تقديم فريقها الأول أعلى معايير جودة المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية ولن أبالغ إن قلت إن المطالبات في لعب نهائي العالم هو مطلب جماهيري بالدرجة الأولى.
قشعريرة
أتوقع شخصياً أحداثاً هلالية قادمة سيخلدها التاريخ وتتناقلها الجماهير الزرقاء فترة طويلة من الزمن.