اختيار المملكة لإطلاق اللمحة العامة للعمل الإنساني العالمي لعام 2023م، والتي ستنعقد في العاصمة الرياض، يعكس مكانة المملكة مركزاً عالمياً للعمل الإنساني ودورها الكبير في توحيد الجهود المشتركة، وتعزيز التعاون الدولي من أجل تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، إذ ستعمل إلى جانب شركاء الأمم المتحدة، على إطلاق أفكار جديدة نحو فاعلية المساهمات أكثر لخير الإنسانية. ولا شك في أن اختيار المملكة لهذه المناسبة العالمية هو انعكاس بارز لتأثير المملكة المتصاعد في تشكيل خريطة القضاء على الفقر، وإيصال المساعدات للمحتاجين، ورفع المعاناة عن الفئات والمجتمعات الأكثر احتياجاً ويأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة لمجال العمل الإنساني العالمي متعدد الأطراف، وبالأخص مع ازدياد الحاجة إلى وجود قيادة عليا قوية تعمل على تنسيق جميع الجهود الهادفة لمجابهة التحديات والتحولات التي يمر بها العمل الإنساني بهدف تكوين الحلول الناجعة على الطاولة العالمية، إذ قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -: «أخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها منذ نشأتها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - نشر الاعتدال في الدين، والوقوف بجانب المظلومين المقهورين وتغيث الملهوفين والمكروبين في كافةِ بقاع الأرض، إيماناً منها برابطة الإخوة والإنسانية، لا تبتغي بذلك غير وجه الله تعالى».
المملكة باتت في قلب خريطة العمل الإنساني وجسراً بين أركان العالم كله، حيث تعد برسالتها العالمية نحو السلم والسلام، وهي التي ترفع شعار «نحو إنسانية بلا حدود»، المركز الأعلى حيوية ونشاطاً لإغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث على مستوى العالم وضمن أهم منطلقات وممرات الأعمال الحيوية في خريطة الإنسانية والإغاثة العالمية، إذ أثبتت المملكة على الشكل الدائم والمستمر قدرتها على أن تكون مستشرفة للمستقبل عبر رؤية الحكومة الرشيدة، الهادفة إلى تسخير جميع الإمكانات وإيجاد الحلول الناجعة لمختلف التحديات على مستوى العالم.
وستسهم استضافتها اللمحة العامة للعمل الإنساني العالمي لعام 2023م لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط في تعزيز مكانة المملكة مساهماً أساسياً في دعم العمل الإنساني العالمي، وتنشيط التنمية المستدامة في جميع أرجاء العالم، ببذل دور دولي متحرك ونشيط ليس فحسب في تقديم الأعمال الإنسانية، ولكن أيضاً في خلق الضمان لها بأن تصل لمستحقيها وأهمية تعزيز الدبلوماسية الإنسانية.