د. تنيضب الفايدي
ثرمداء بلدة تاريخية قديمة، أسسها امرؤ القيس بن تميم وهو إن لم يسبق امرأ القيس بن حجر الكندي فهو معاصرٌ له، وليست ثرمداء ببعيدة عن أرض كندة، علماً بأن الشاعر علقمة الفحل الذي عاش في الجاهلية ومات قبل الإسلام بحوالي خمسين عاماً كان معاصراً لامرئ القيس بن حجر الكندي، ولست أدري أعاقر معه الفقرة الأولى من عبارة امرئ القيس بن حجر ( اليوم خمرٌ وغداً أمرٌ) أم لا؟ والشاعر علقمة الفحل من تميم، وذكر ثرمداء في شعره حيث قال:
طَحا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ
بُعَيدَ الشَبابِ عَصرَ حانَ مَشيبُ
تُكَّلِفُني لَيلى وَقَد شَطَّ وَلْيُها
وَعادَت عَوادٍ بَينَنا وَخُطوبُ
مُنَعَّمَةٌ لا يُستَطاعُ كَلامُها
عَلى بابِها مِن أَن تُزارَ رَقيبُ
ثم يذكر ثرمداء:
وَما أَنتَ أَم ما ذِكرُها رَبَعِيَّةً
يُخَطُّ لَها مِن ثَرمَداءَ قَليبُ
وحظيت ثرمداء من بداية التاريخ بالذكر حيث سطر اسمها بعد اكتشاف الأحرف ولم يخلُ سفرٌ من دراسات ومدونات المؤرخين والرحالة والمبعوثين والمستكشفين من ذكر ثرمداء، حيث إن من يتتبع تاريخها يذهل من الأحداث التي وقعت بها
وتوصف ثرمداء دائماً بأنها واحة مستطيلة الشكل ويحيط بهذه الواحة كاملة سور مدعم بأبراج على أركانه وهناك حصنٌ شهر بداخلها وما زال الحصن موجوداً باسم من ارتبط بثرمداء. وكم أعتزّ شخصياً بهذه البقعة حيث تُحدّث التاريخ عن نفسها وغيرها، وثرمداء في تاريخها الموغل في القدم يعتبر من أكثر المواقع في نجد ذكراً حيث إنها جمعت ما تتميز به منطقة نجد، وخاصةً في مجال الأدب والشعر والشعراء، وكأنها أرض عبقر:
أقتَلُ أدواء الرجالِ الوجدُ
وَقٍ نجداً فالغرامُ نجدُ
حيث الرياض والنسيم أنف
ودنف ما يستفيق بعدُ
أن الصبا إذا جرت قادحة
نار الغرام ففؤادي الزندُ
لا تتلق نفحة نجدية
هزلا فهزل النفحات جدُ
ما كبدي بعدك إلا جذوة
لها بترجيع الحنين وقدُ