عبد العزيز الهدلق
ما تحدث به د. يحيى الشريف رئيس غرفة منازعات كرة القدم بمركز التحكيم الرياضي يؤلم ويدمي القلب. كيف وصلنا إلى هذا الحال؟ كيف يصدر قرار عقوبة ضد نادٍ، وضد لاعب دولي من لجنة يؤكد رئيسها أنه اطلع على القرار عبر الإعلام مثل الآخرين.
سمو وزير الرياضة لا تستكثر ردود الأفعال الغاضبة، والمصدومة، والمندهشة، والمتألمة. فما ظهر ليس بالأمر الهين.
منذ البداية ومسار القضية غامض، منذ رفض لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين النظر في القضية ثم إحالتها لغرفة فض المنازعات، ثم إصدار القرار أثناء الإجازة الرسمية وليلة العيد، ثم رفض مركز التحكيم الرياضي طلب نادي الهلال بالتدابير الوقتية. والسماح له بالتسجيل خلال الفترة الصيفية الماضية. والإصرار على منعه رغم أن طلب الهلال بالاستئناف لدى المركز كان ما زال تحت النظر ولم يصدر شيء بشأنه! ومعلوم أنه في حالات مماثلة ولأندية أخرى تمت الموافقة لها بالتدابير الوقتية.
ورغم أن قانونيين رياضيين معتبرين أكدوا منذ البداية أن القضية لصالح الهلال. وإذا كانت هناك عقوبة فهي ضد اللاعب فقط. فليس هناك ما بدين إدارة نادي الهلال إطلاقاً.
وإذا كان رئيس غرفة منازعات كرة القدم بمركز التحكيم الرياضي يقول إنه لا يعلم عن القرار واطلع عليه مثلما اطلع الآخرون عبر الإعلام فمن الذي أصدر القرار إذن؟
منذ البداية والقضية تسير في اتجاه خاطئ، ومن الطبيعي أن تكون النهاية كارثية!
الوضع الآن وبعد حديث رئيس غرفة منازعات كرة القدم بمركز التحكيم الرياضي فالأمر لا يستدعي من الهلال رفع طلب، أو التماس، أو شيء من ذلك. بل يتطلب من صاحب الصلاحية والقرار أن يتدخل بشكلٍ عاجل ويعالج الوضع المأساوي الذي كشف عنه د. يحيى الشريف. فمن الواضح أن اللجان والغرف والمراكز العدلية في منظومتنا الرياضية تحتاج إلى إعادة نظر كاملة، تبدأ بحلها جميعاً وإلغاء ما أصدرته من قرارات وعقوبات تفتقد للتكييف القانوني السليم، ثم يعاد تشكيلها وفقاً لأسس الكفاءة أولاً.
زوايا
- إذا لم يكن لحديث رئيس غرفة منازعات كرة القدم بمركز التحكيم الرياضي أي رد فعل. من داخل المركز أو مرجعيته فالصمت حينها يكون حكمة.
- رئيس الهلال ليس أقل حرصاً على حقوق ناديه من أي مشجع، ولكن يجب على الجماهير أن تقدر موقفه وتعذره، فقد يكون في فمه ماء.
- اللاعب المغربي عبدالرزاق حمدالله نجا من عقوبة لجنة الاحتراف بعد أن رفعت قضيته للفيفا، لكن ما ذنب من تمنع الأنظمة وصول صوته للفيفا؟ لماذا غير السعودي يسمح له بالوصول للفيفا والسعودي يمنع.. هذه واحدة من ألوان التمييز وعدم العدالة في الأنظمة واللوائح التي تطبق على منتسبين لوسط واحد.
- بعض مجريات الأحداث يصعب تفسيرها، أو حتى تشريحها والحديث عنها، من هول تناقضها مع المنطق.
- يقول عملاق الكلمة وأمير الشعر خالد الفيصل: يا زمان العجايب وش بقى ما ظهر.. إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهر.