بين الفينة والأخرى يأخذني الحنين إلى مشاهدة الأفلام والمسلسلات الكرتونية القديمة التي ما زالت متربعة على عرش الذكريات الجميلة لأقضي معها وقتاً ممتعاً بعيداً عن صخب الحياة، لحظات وبشكل عفوي تتعالى مني الضحكات عند مشاهدة المسلسل الشهير (توم آند جيري) بمواقفه الكوميدية الساخرة وأحياناً أعيش أجواء المباريات التنافسية والمثيرة في (الكابتن ماجد) التي تمتد لحلقات وحلقات بين شد وجذب وبعض الأحيان أتوق لرؤية مغامرات (عدنان ولينا) و(هايدي) و(فلونة) والقائمة تطول..
إن تلك الأعمال الكرتونية قد رسخت في ذاكرتنا حتى الآن مع العلم بأن معظمها كان من إنتاج (اليابان) الرائدة في عالم الأنمي ومازالت، وبفضل الدبلجة إلى العربية لاقت تلك الأعمال رواجاً واسعاً في الوطن العربي.
وكما أن لأفلام الكرتون دوراً مهماً في تنمية المهارات والمعرفة لدى الأطفال، فهي وسيلة جذابة وتأثيرها قوي جداً على سلوكيات الأطفال، وفي ظل التقدم في عالم التكنولوجيا ظهرت العديد من الشركات العالمية المتنوعة في إنتاج الأفلام الكرتونية وبثها عبر الوسائل الإعلامية المتاحة والمدعومة من قبل بعض المنظمات، وفي الأونة الأخيرة مع كل أسف اتخذوا من الأفلام طريقة لزرع سموم وأهداف منافية للإنسانية تماماً وذلك بالترويج للمثلية بشكل واضح ومتكرر وهناك الكثير من الأمور التي لا تتناسب مع معتقداتنا الدينية.
إن ما يتابعه أطفالنا اليوم ومن خلال منصة اليوتيوب تحديدًا ما هي إلا مجموعة من العائلات (العربية) التي تبث حياتها الخاصة من داخل منازلها وتوثق يومياتها ومغامراتها بمحتوى ركيك جداً يتخلله الكثير من الممارسات الخاطئة والسلوكيات السيئة بغرض جذب أكبر عدد من المشاهدين دون سن العاشرة وجني الأموال عن طريق الإعلانات ومنصة اليوتيوب، ولا أدري هل هناك رقابة من قبل الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع على تلك القنوات أم لا؟
ما أود أن أرمي إليه هو أننا بحاجة إلى إنتاج العديد من الأفلام والمسلسلات الكرتونية التي تلامس واقعنا وتعبر عن القيم والمبادئ الرفيعة وتشير إلى هويتنا من خلال كتابة النصوص الجيدة والمقننه في ترسيخ الآداب والأخلاق الحميدة التي من شأنها أن تجذب الأطفال ويكون لها تأثير مباشر في نمو الطفل المعرفي وتلبي احتياجاته النفسية وتعزز فيه الثقة والنجاح والمثابرة، وأن يكون ذلك الإنتاج عبر أحدث التقنيات وأفضل أساليب الصناعة المتبعة في وقتنا الحالي.