أؤمن بأن الأرقام لانهائية لأن الكون لا نهائي لأنه لا يُضبط ولا ينضبط إلا بذلك.
وينتهي هذا الكون ليس من انتهاء الأرقام لا بل بتضخم الأرقام اللانهائية للكون اللانهائي.
تضخم لا يمكن السيطرة عليه أو التحكم به في ظل قدرات العلم العظيمة المحدودة والعلم الغيبي المطلق، وذلك يدعوني للتعريج على أهم تلك الأرقام على الإطلاق وأقواها.
فهو الشيء رغم أنه لا شيء والبداية والنهاية لابن كثير.
هو القديم قبل أن يكتشف قديماً وحدود الفراغ اللامحدود.
هو الثقب الأسود للأرقام وجوكرها يرفعها ويخفضها هو الثقل رغم لا وزن له.
هو البدء قبل الكلمة هو الحاضر الغائب والصمت قبل البسملة.
يفتخر في الانتساب له القادة والأثرياء والعظماء رغم خوفهم منه وتهديدهم به، فهو منطلق الانطلاق على الإطلاق والتريث قبل النطق، وعلى هذا منا من يولد وصفر عن يمينه ومنا من يولد وصفر عن شماله.
وهناك من يبدأ من الصفر وهناك من يبدأ من أصفار، ورغم ذلك يتبرؤون من أصفار التقدم ليثبتوا صفر الابتداء. فأدبيات الصفر فيه تأدب التعلم وتأديب الجهل وأدب الخائف.
ارتبط اسمه بتهمة الجهل والسذاجة والغباء وهو السجن المؤبد لمن رضي به. لا تحزن إذا أطلت المكث فيه وافرح باستجمامك به.
وكلما طال صفرك زاد نضجك ومعرفتك لقيمة الأرقام والحروف والحرفة دون انحراف. والحقيقة أنه أجمل الذكريات به وأطعم الطعام به وأكثر التلذذ به ونَحِنُّ له وبه ونرحم له وبه.
هو الطفولة والراحة واللامسؤولية قبل المسؤولية واللاغباء قبل الذكاء، وسيظل هذا الرقم مصدر الإلهام والافتخار والتفكير والتطوير.
ونختم فنقول لنا الله وإنا لله.
** **
- نواف بن عبدالله الغويري
nawaf878a@gmail.com
nawaf_7575@