ناهد الأغا
كل عام وأنتم بخير، عبارة اعتدنا على قولها وسماعها في كل عيد حتى أصبحت عنوانَ كل عيدٍ، وتهئنة القلوب إلى القلوب، قبل أن تنطقها الألسن، غير أنها زادت جمالاً وألقاً وازدانت بأجمل الحِلي حين جاد صوت الأرض الفنان طلال مداح -رحمه الله- بغنائها بكلمات عذبة شجية مترافقة بأجمل الألحان، وفرحة العيد تصبح أكثر جمالاً حينما تُذاع هذه الأغنية الجميلة، على الإذاعات وشاشات القنوات العربية بلا استثناء لترافق أجواء عيد كل عائلة وكل بيت عربي من المحيط إلى الخليج، فتنطق الأرض العربية كلها بهذه الألحان والكلمات العذبة.
وأنا المفتونة بصوته عندما أسمعُ كلمات هذه الأغنية في غمرة فرحة العيد السعيد، أعود والحنين يملؤني إلى هناك، هناك حيث مستودعُ الذكريات الوادعة خلف جدران الماضي البعيد الجميل، حينما تعود هذه الذكريات بألقها وعنفوانها بأيام جميلة من أيام العُمر لا تملك الذاكرة إلا تخليدها، وفي كل عيد بكل عام تُضاف وأنا أسمع هذه الأغنية صفحة من كتاب جميل المعالم في الحياة مصاغة بفلسفة لحن أبدع عملاق الأغنية السعودية نظمها.
لا أدري أي سحر ملكته هذه الأغنية، فأجيال ولدت وعاشت بعدما توفي الفنان الكبير صوت الأرض طلال مداح - رحمه الله-
بقيت من طقوس العيد ومراسم بهجته وفرحه، السماع إلى اللحن الجميل الطويل بإيقاعاته الرزينة التي تسبق التهئنة العذبة بقدوم العيد السعيد، فأجيب تساؤلاتي بأن هذا ما يصنعه لحن الخلود لهذه الأرض، التي تزهر بأبنائها وتضمهم بكل فرح
ويستمر الفرح..
نور الأمل بادي في دنيا السعادة
للقريب قريب معايا ... معايا وبعيد
الفرحة عمت ... عمت سمانا
هنت قلوب ... قلوب الحزانى
أجل، أجل تعم الفرحة كما عمّت في سالف الأعوام، تجدد وتعلو في كل عيد باعثة في القلب فرحاً وسرورا.
لقد صدقت القول يا صاحب الحنجرة الذهبية، رحمك الله حين غنيت للقريب والبعيد، رغم المسافات والأميال، والأزمنة والأعوام لتبقى ضحكة الفرح في كل عيد نابضة في كل قلب سمع هذه الأغنية بقلبه ووجدانه قبل أذنه.
رحمك الله يا صوت الأرض على أجمل الهدايا، التي رنوت بتقديمها للبعيد، والقريب.
اليوم؛ هنئت القلوب والأنفس بمبادرة كريمة وفريدة ومتميزة من معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة (الترفيه)، والتي أعادت ألقاً جميلاً، وبريقاً أنيقاً بالوقوف بإجلال وتقدير ووفاء للفنان الكبير صوت الأرض طلال مداح رحمه الله، واجتماع نجوم الفن العربي ومشاركتهم لما يجول في خواطرهم بالعودة إلى زمن جميل، تألق فيه الفنان الكبير رحمه الله، ما أجمل صفة الوفاء وأعظم قيمها، فأنعم بهذه المبادرة وصاحبها، وأنعم بمن كانت وفاءً له صوت الأرض طلال مداح رحمه الله. تحيتي المغمورة بالتقدير والاحترام لرمز الوفاء معالي المستشار تركي آل الشيخ - حفظه الله وعافاه.