الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
دوّنت د. هند بنت تركي السديري أستاذة الأدب الإنجليزي في جامعة الأميرة نورة مشاعرها بعد رحيل والدها ملك الصحافة الأستاذ تركي بن عبد الله السديري -يرحمه الله-في كتاب ( كان هنا ) وقالت : "أنا لا أزعم وأنفي بشدة أن يكون هذا الكتاب سيرة رجل عظيم مثل عراب الصحافة الخليجية، ولكنه تدفق مشاعر وذكريات ومواقف مرَّت به وكنتُ حاضرة لها، واستبعدتُ ما لم أحضره إلا حين يكون المتحدث ثقة وأعرفه جيدا. خلال كتابتي لهذه الذكريات وجدتني أغوص عميقًا في حياة والدي"
وتضع المؤلفة بين يدي القارئ ذكريات ومواقف مع والدها وساعدها في جميع معلومات الكتاب رفقاء درب الراحل ؛ يوسف الكويليت وسعد الحميدين وكتب مقدمة الكتاب عبد الرحمن الراشد المدير العام السابق لقناة العربية الذي رثاه بقوله : "الكبار أمثال الراحل تركي السديري مصابيح في عالمنا، أضاءوا دروبًا طويلة للآخرين. كانت السبعينيات ميلادية، وما تلاها من عقود سنوات التأسيس الثقافي والمهني الإعلامي، وكان الأستاذ تركي في تلك الحقبة المهمة مؤسسا وقطبًا فاعلا عندما كانت الصحف المسرح الكبير في مجتمعاتنا.
تركي ككاتب ومثقف لم يدَّخر حبّرًا للدعوة للتحديث والاعتدال، وأفسح المجال للناشئين من الكتاب والإعلاميين، واستدعى أهل القضايا ليُعبّروا عنها، وكان مثال المواطنة الحقة عبر عنها، وعبرت عنها الصحيفة تحت قيادته.
متسلحًا بثقافته الموسوعية، وعقلانيته المستنيرة، وتجربته العصامية، قضى عمره في مشروع البناء الثقافي الإعلامي، وخرَج أجيالا، صاروا بدورهم قيادات في مهنهم، ورسلا لقضاياهم كان رحمه الله مالئ الصحافة وشاغلها، قلمه في" لقاء" عموده الصحفي، ورئاسته لتحرير «الرياض»، وقيادته لهيئة الصحافيين السعوديين واتحاد الصحافة الخليجية، عرفنا تركي صاحب الشخصية المثقفة، والطموحة، والراقية من خلال «الرياض» الصحيفة، في الرياض المدينة.
كان صوتنا وعمدتنا كصحافيين، لعقود مستمرة، حتى إن الملك عبد الله عبد العزيز رحمه الله قال له أمامنا: «أنت يا تركي في مهنتك ملك أيضا". كما أشاد يوسف الكويليت بثقافة الراحل الموسوعية وشغفه بالقراءة وقال: "واصل القراءة في ميادين الأدب والفن والتاريخ والجغرافيا وعملية مزج هذه الاختصاصات، وإن تقارب بعضها مع بعض، إلا أنها ولدت حوافز أكبر لديه، فاستمر في كتابة المقال العام".
يحتوي فصول الكتاب (كان هنا )عن أسرة السديري وحياة الراحل العملية ومواقف نبله وإنسانيته ومرضه ووفاته وملاحق ضمت الصور العائلية وقصائد ومقالات رثائية للدكتور عبد الله الغذامي وتركي الدخيل وداود الشريان الكتاب يقع في 229 صفحة من القطع المتوسط وصادر عن دار جداول.