سهوب بغدادي
فيما انتهى عرض مسرحية السهم الملتهب التي تلخص مسيرة نجاح اللاعب القدير ماجد عبدالله ابتداءً من طفولته ووالديه والحارة وأهلها وصولاً إلى عالم الاحتراف والمونديال، بداية أكبر دور هيئة الترفيه والجهات المعنية في إلقاء الضوء على شخصيات صنعت المجد في المملكة من مواطن غير معتادة، حيث يشكل كل من الفن والرياضة إحدى أذرعة القوة الناعمة التي بدورها تشكل هوية وطن وشعب ما، بلا شك ما قدمه المنتخب السعودي مؤخراً في كأس العالم لكرة القدم 2022 كان سبباً لانعكاس الثقافة السعودية خارج حدود الوطن بشكل أكبر، وفقاً لبعض المبتعثين أن فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين خلق صورة براقة للمملكة مما دفعهم إلى البحث بشكل متعمق في تاريخ وحضارة وثقافة هذا البلد، ومن هنا اعتزم كثيرون بأن يقوموا بزيارة المملكة، إن جميع الوسائل المتبعة للتعريف بدولة ما تتشعب لتلتقي وتصب في سبيل مصلحتها، لذا أعجبت بمسرحية ماجد عبدالله وسبقتها مسرحية يوسف الثنيان، وقد نرى مسرحيات وأعمالاً أخرى حول شخصيات رياضية وفنية وثقافية خلال الفترات المقبلة، رجوعاً إلى سياق المسرحية، على الرغم من قلة عدد أيام عرضها إلا أنها لم تخل من القيم، حيث كان دور الأب والمربي حاضراً وسيد الموقف، تساءلت عن مدى الوعي الذي يجب أن يتحلى به الآباء والأمهات ليصنعوا أسطورة للتاريخ, إنها مسألة مفصلية عندما يتعلق الأمر بالتربية والتشجيع وغرس روح المثابرة وذلك ما حصل مع كابتن ماجد، ولا غنى عن دور الصديق اللصيق والصدوق، الذي كان بحق فاكهة القصة، فضلاً عن حياة المشهور بشكل عام والصعوبات التي يواجهها بشكل مستمر من اللغط الدائر حوله وحول حياته الشخصية والعائلية والضغوطات والتحديات المتعلقة بالمهنة، والجانب الإنساني المتمثل في عدم الكمال، فقد يخيل للشخص العادي أن الناجح حياته مثالية وكاملة وأن بإمكانه أن يحصل على كل مايريد، من نجاح مهني أو عائلي أو اجتماعي، وما إلى ذلك، إلا أن الحقيقة خلاف ذلك، إن المسرح فن راقٍ وذلك ماتجسده مثل هذه الأعمال الهادفة والتي تلهم الصغار والكبار، فالطفل يحلم بأن يكون مثل هذا البطل أما الكبار فيطمحون إلى تربية أطفالهم بالشكل السليم، وهكذا تستمر الحكاية، حكاية نجاح لا تنتهي بإذن الله.