عبد الله سليمان الطليان
يأتي سن الأنظمة وفق دراسة مستفيضة لا تعتمد على اجتهادات شخصية، كي تكون ذات أثر فعال في معالجة مشكلةٍ أياً كانت، بطبيعة الحال تأخذ في الحسبان عوامل التغير مع الوقت، نأتي في الجزء المهم في عملية التطبيق والذي يجب فيه أن يكون العنصر البشري على درجة كافية من الإلمام بتلك الأنظمة وبشكل دقيق، وخاصة في مسألة التطبيق العملي، والذي أجده أحياناً مع الأسف قاصراً في الاستيعاب عن من يقوم بعملية التطبيق، يأتي معالجة الأمر أحياناً وفق رأي اجتهادي، يخضع لمجرد التخلص من المشكلة سريعاً لطول الوقت، وهذا يغفل عنه صاحب المشكلة، ويمكن ملاحظة هذا عبر برامج التواصل الاجتماعي التي نجد أن بعضها تريد جذب متابعين معتمدة على ضعف ثقافتهم والتي هي الشائعة والمنتشرة بشكل كبير الآن.
فأين يكمن هذا في العديد من القطاعات والتي لها احتكاك مع المواطن بشكل مستمر، والأقرب فيها هو قطاع المرور الذي يقوم فيه رجل المرور برصد المخالفة أحياناً بدون علامات تحذيرية واضحة، وهذا لاحظته عند أحد المراكز الطبية فكان يتم رصد مخالفة في الوقوف الخطأ بدون لوحة تحذيرية، هذا مثال على سوء التطبيق، هناك جزء يتحمله المواطن في مسألة عدم الوعي وهذا يعود للثقافة، وهذه فيها تباين كبير في الفهم والإدراك للأنظمة التي أحياناً تكون غارقة في مصطلحات مبهمة تحتاج إلى توضيح، نعترف أنه يوجد فيه تجاوز صارخ للأنظمة عند من ينقصه الوعي، ولكن يجب التوعية والتثقيف وفق منهج سلس وميسر الفهم بعيداً عن التعقيد، وليس مطلوباً منا التخصص، فلكلٍّ اهتمامه وشؤون حياته الخاصة، الشيء الذي أريد أن أضيفه هنا وليس بجديد هو سلوك التعامل، والذي حسب التجربة هو مفقود على نحو مخجل، ولا يرتقي إلى ناحية إنسانية أو حضارية عند البعض، والذي هو حقيقة يحتاج إلى تثقيف مكثف منذ الصغر.