محمد الخيبري
أسابيع قليلة تفصلنا عن المعترك العالمي للأندية الذي سينطلق في الأراضي المغربية بمشاركة ممثِّل الوطن «فريق الهلال» الذي تم اختياره من قبل الاتحاد الآسيوي كممثِّل للقارة لكونه بطل آخر نسخة من دوري أبطال آسيا.
بعد الإعلان عن اختيار الهلال للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية 2023 في المملكة المغربية تداول هذا الخبر بعض الإعلام المحسوب على أندية معينة منافسة للهلال محلياً بشكل سلبي بكل أسف، محاولاً التأثير الإعلامي على أكبر شريحة من الجماهير وتأليب الرأي العام ضد هذه المشاركة مستغلاً ما تم تداوله في السابق إبان مشاركة « فريق النصر» عام 2000 م في بطولة كأس العالم للأندية في البرازيل وفي نسختها الأولى من المحسوبين على الهلال من إعلام وجماهير عملاً بمبدأ «هذه بتلك».
وعلى الرغم من الاختلاف الواسع بين مشاركة النصر ومشاركة الهلال إلا أن المناكفات الواسعة على الصعيدين الإعلامي والجماهيري مستمرة ومتواصلة منذ عشرات السنين. وقد يكون لتلك المناكفات جوانب إيجابية متى ما استغلت بالشكل الصحيح وتم تسليط الضوء عليها بشكل منطقي وأخذ تلك الآراء والتوجهات بعين الاعتبار وعدم قمعها فكرياً والتعامل معها بكل حذر واهتمام.
الإعلام يعتبر «وعاء» وضع لاستخدام العامة من الناس ولا بد وأن يملأ بالمصداقية ولا بد أن يحاكي العقول بكل احترام ولا بد أن يلبي رغبات المتلقين والمتابعين بالشكل الذي يتناسب مع مستوى التوجه والتفكير.
ومن نظرة منطقية فإن ممثِّل الوطن مهما كان لونه وحجمه وتاريخه ومهما كان ممثلوه ونجومه ومهما كان مسؤولوه فلا بد أن يحظى بالدعم اللوجستي الحكومي والدعم الإعلامي والجماهيري. وعلى الرغم من أحقية أي متابع للرياضة أن يميل بجوارحه وعواطفه لأي اتجاه حتى وإن كان مخالفاً لاتجاه ممثِّل الوطن ولكن لا بد أن يكون ذلك الميل لا يتعدى حدود المنافسة الرياضية حتى لا تحدث تبعات اجتماعية ضارة.
وسطنا الرياضي بحاجة إلى رسائل توجيه وتوعية بما يتناسب مع تطلعات القيادة وأهداف رؤية المملكة 2030 بما يخص الجانب الرياضي.
الميول الرياضي حرية شخصية داخل إطار المنافسة الرياضية وإن تعدى ذلك فتعتبر مشكلة قابلة للتضخم ولها آثار جانبية سلوكية حاضنة نموذجية للكراهية والحقد وضارة على المجتمع.
الرياضة مهما علت الأصوات والمطالبات والمناكفات وكثر التشنج وازداد التعصب فإنها ذات مبادئ نبيلة وأرض خصبة «للمنافسة الشريفة» وبيئة جاذبة للعلاقات وتبادل الثقافات والخبرات.
وحتى لا يكون من يمثِّل الوطن بين مطرقة التعصب الجماهيري وسندان «التسطيح» الإعلامي لا بد أن يزداد الوعي الجماهيري وتتسع الثقافة الرياضية وتزداد الإنجازات ويرتفع سقف الطموح ويضمحل صوت التعصب.