مها محمد الشريف
توقّعات بشتاء مختلف هذا العام والأخطار الطبيعية فيه هي ظواهر الطقس والمناخ الشديدة والمتطرفة، وكيف ستكون نتائج العاصفة الثلجية القوية على العالم؟ التي تجتاح شمالي الولايات المتحدة، مدينة «بافالو» في ولاية نيويورك تبدو وكأنها «ساحة حرب»، كما قالت حاكمة الولاية كاثي هوتشول، ويقدر عدد الضحايا بـ 25 حالة وفاة من الأحوال الجوية السيئة، فإن بعض المناطق أكثر تعرّضاً لأخطار متفاوتة مقارنة بغيرها من المناطق الأخرى، وأدت أيضاً أجواء العاصفة الثلجية، التي امتدت من كندا إلى الحدود المكسيكية إلى مقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً على مستوى البلاد.
فالموقف هنا ليست الأحوال الجوية فقط وإنما فقدان الأمن والأمان وعمليات نهب للمحلات التجارية في بافلو نيويورك بعد العاصفة الثلجية، وسوء الأحوال الجوية بسبب العاصفة الثلجية التي ضربت مناطق واسعة من الولايات المتحدة الأمريكية، وانخفاض درجات الحرارة، أدت العاصفة إلى إلغاء نحو ألفين وسبعمئة رحلة جديدة في الولايات المتحدة، كما أُرجئ أكثر من ستة آلاف ومائتين، بحسب خدمة تتبع الرحلات.
وارتفع عدد حالات انقطاع التيار الكهربائي في كل أرجاء البلاد ليشمل أكثر من مليون وستمئة ألف بيت، وأعلنت وزارة الطاقة حالة طوارئ في ولاية تكساس، حيث تسبب سوء الأحوال الجوية في توقف محطات توليد الكهرباء، فهذا الشتاء لم يكن وفق ما يتمناه العالم في أمريكا وأوروبا، صاحبته تعقيدات الحرب التي تقف خلفها أسباب كثيرة تجعل أوروبا وأمريكا في سجال مستمر مع روسيا.
استقبلوا عاماً ميلادياً جديداً أكثر برودة وأكثر ضحايا وأكثر كثافة لتساقط الثلوج عاصفة شتوية جليدية قادمة من القطب الشمالي تجتاح الولايات المتحدة، جلبت معها أبرد عيد ميلاد منذ عقود، وتسببت بوفيات العديد من الأشخاص قبل عطلة أعياد الميلاد، والعاصفة تمتد لأماكن أخرى، ليكون أبرد عيد ميلاد منذ أربعة عقود في أجزاء من البلاد.
والتاريخ العلمي للمناخ يحدد أنواعه المختلفة وما يقع عليه من تغييرات، وللتنبؤ بالتغيّرات المناخية على المدى الطويل، وعلاقتها وتأثيرها، يقلِّل من حجم الخسائر، وهذا العلم في أساسه مليء بالحقائق النادرة التي تشير إلى مراقبة الأحداث المتكررة الحدوث بعدما أصبحت الأخطار الطبيعية كوارث تدمّر حياة الناس وسُبل عيشهم.
ويصبح اتخاذ الموقف شيئاً قريباً من الحلول، فمنذ القرن العشرين بدت لنا صورة الكون ساخناً جداً، ثم أخذ يبرد كلما تمدد، والظروف المختلفة لكوننا في الوقت الحالي ستؤدي بالطبع إلى ظروف مختلفة في المستقبل، وهذه الموجة الباردة سوف تتجه إلى الشرق بعد أن بدأت في شمال غرب المحيط الهادئ، قبل أن تتحول إلى «إعصار شبيه بالقنبلة»، ويشعر حوالي 200 مليون أمريكي بالقبضة الجليدية للعاصفة الشتوية الهائلة التي اجتاحت الولايات المتحدة قبل عطلة أعياد الميلاد.
لذا، سنجد بعض الحلول لهذه المتغيِّرات، بإصدار تنبؤات وإنذارات دقيقة في شكل يسهل فهمه، وتوعية الناس بكيفية التأهب لهذه الأخطار، قبل أن تصبح كوارث.