د. عبدالهادي عبدالكريم
يكثر في مثل هذه الأيام الخروج للنزهة من قبل العوائل والأفراد، فلقد توازن الطقس بين البرد والاعتدال واكتست الأرض ثوباً أخضر يثير في النفس الابتهاج. وأصبحت المناطق البرية والتي لا يرتادها الكثير من الناس في السابق، تعج بجموع كثيرة وحركة مستمرة بين متنزه يريد الترويح عن نفسه، وصاحب هواية يتبع شغفه،
وبائع يطلب الرزق. كل هذا في الغالب يكون في وجهة مكانية واحدة أو عدد من الأماكن المعروفة حول كل مدينة أو بلدة في أرجاء المملكة الحبيبة.
ولكن للأسف الشديد، يغيب عن هذه الأماكن التواجد الأمني المناسب في كثير من الأحيان. وقد تحدث تصرفات من قبل المتنزهين تعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر. ولعل أظهر مثال على تلك التصرفات والسلوكيات وأكثرها شيوعاً، هو من يمارسون هواية «التطعيس» بالقرب من جموع المتنزهين إن لم يكن بينهم وبين سياراتهم. فترى الأطفال وأهاليهم متوزعين في أماكن متقاربة لكثرتهم، وهم مستغرقون في الاستمتاع بتلك الأجواء الرائعة، ويأتي من يقود سيارته ذات الدفع الرباعي أو دباباً برياً بسرعة جنونية بينهم ويتلاعب يميناً ويساراً مستهتراً بأرواح المتواجدين في المكان. وهو على ذلك الفعل مستمر ولا يكترث بأحد مستغلاً عدم وجود أي دورية أمنية في المكان رغم وجود مئات من المركبات وآلاف من الناس بالمكان.
إن للتواجد الأمني في هذه الأماكن في أوقات تجمع المتنزهين - والذي في العادة يكون في عطل نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية - ضرورة ملحة تلبي أربعة احتياجات رئيسية: مساعدة من يحتاج المساعدة الأمنية والتي تضمن سلامته، تأمين الجموع من أي خطر قد ينشأ بسبب تصرفات غير مسؤولة أو متهورة، احتواء أي خلافات تحدث بين المتنزهين، وإرشاد المتنزهين للتصرف الصحيح خصوصاً في حالات الطوارئ وتحذيرهم في الوقت المناسب. نرجو الأمن والسلامة للجميع ونأمل الأخذ بأسبابها...