منصور جابي المتعب الرويلي
يا من يودي سلامي لأبو زيد
هاك القبال اللِّي ضميري يودّه
سلامٍ أحلى من حليب المصاعيد
في خايعٍ ماسوم وأرضه مجدّه
يشبع به الحاشي وسيله تراديد
وعشبه دماج وزايد البرد ضدّه
نباته (الروثه) وسكّانه الصيد
تلقى الوحوش بجانبه مستهدّه
هذه القصيدة كتبها أحد الشعراء قديماً في معشوقة البدو آنذاك وهي نبتة الروثة التي تعد من الشجيرات المعمرة وتتميز بأن لها أغصاناً كثيرة ولها سيقان بيضاء ذات أوراق رقيقة قوية دائمة تشبه الأشواك وأزهارها صغيرة جداً، ويبلغ ارتفاعها حوالي 80 سم وهي من أندر وأفضل المراعي للإبل حيث يبحث رعاة الإبل عنها لإبلهم. بالإضافة لرائحتها الطيبة لذلك عشقها البدو قديماً خصوصاً في شمال الجزيرة العربية.
ومن الشواهد على عشق البدو لهذه النبته تسمية أبنائهم وبناتهم عليها فالروثي ورويثة هي من الأسماء المعروفة آنذاك، وقد قال أحد الشعراء قديماً متغزلاً بمعشوقته التي تسمى رويثة..
حطوا على النار حطب وعيدان
الا سمي الشوق لا تحطونه
وسمي الشوق يقصد بها رويثة
وذكر عدد من كبار السن أن البدو من عشقهم للروثة أسموا أماكن كثيرة باسمها ونذكر منها: عقلة الروثية في شعيب عرعر، ومشاش الروثة وشعيب روثة بالشمال وفيه الآن هجرة تسمى أبو رواث بين رفحا وعرعر. وكذلك شعيب أبي رواث في الشمال.
يقول الأخ أبو منصور البراك الذي قام برحلة البحث عن ذلك النبت النادر قوله: (استغليت وجودي بالشمال وذهبت باكراً أبحث عن الروثة واستمريت بالبحث أربعة أيام سائلاً أهل المنطقة عنها وقالوا لي انقطعت ولا يمكن العثور عليها وذكروا لي منطقة وعرة جداً وتحتاج إلى مشي حيث من الممكن العثور عليها وذهبت وشاهدتها وهي تعتبر نبتة رعوية من الدرجة الأولى للإبل وتعتبر من أشجار الحمض ويذكر كبار السن بأنها من أفضل الحمض وزهرته صفراء وتعتبر رقم واحد والحمدلله تسهلت رحلة البحث) انتهى حديث البراك..
أما الآن فقد أصبحت الروثة في طي النسيان وأهملها عشاقها الذين لم ينجبوا عشاقاً جدداً لها فنسيها الجيل الجديد مما تسبب بقرب انقراضها مما جعل التحرك على مستوى المحميات والإمارات لوقف انقراض هذه النبتة المعشوقة فلذلك أطلق صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة الحدود الشمالية قبل عامين، مشروع إعادة توطين نبات الروثة ومشروع ميادين البصمة الشجرية، تحت شعار «حان وقت الطبيعة» فهل نشاهد معشوقة الأجداد تزدهر من جديد..