علي الخزيم
كانت وعكة مرضية واجَهتها بصبر وهمة الرجال، وكانت آراء المُحبِّين متوافقة على أهمية التوجه للمستشفى، إذن إلى مدينة الملك خالد الطبية بجامعة الملك سعود بالرياض فثمّتَ مَلَف سبق فتحه هناك؛ وكانت الزيارة الأولية فنتج عنها موعد لإجراء فحوصات بالأشعة تلتها عملية جراحية منذ أيام تكلَّلت - ولله الحمد - بالنجاح! كغيرها من آلاف العمليات التي يُجريها نخبة الأطباء بهذه المستشفى المُتقدمة بكل المعايير، وحين أكتب سطوراً بمديح وإطراء لهذا الصرح الطبي التعليمي فإنه بدافع الإعجاب والانبهار بما تقدمه جامعة الملك سعود من خلال المستشفى الجامعي من خدمات جليلة بتكاليف ضخمة لمنسوبي الجامعة والمواطنين، ولأن الكوادر والطواقم الطبية والتمريضية من أبناء المملكة يُبهرون بمهاراتهم وتمكُّنهم التخصصي ومهنيتهم العالية - دون إنكار لجهود زملائهم من الإخوة العاملين من المقيمين بالمملكة - غير أن ما يُشاهد من مُثابرة وحماس الشباب السعودي داخل المدينة الطبية لافِت ويدعو للإعجاب؛ فكان حَرِي أن أنقل هذه المشاعر الطيبة والانبهار عبر هذه الأسطر، ثم إني لا أجد حرجاً من الثناء الواقعي على أي إنجاز يحققه أبناء المملكة الكرام؛ وهذا ما تنشده وتأمله منهم القيادة الرشيدة وفي ظل دعم دون حدود من لدن قائد النهضة المباركة وسمو ولي عهده - حفظهما الله سبحانه.
ويعد مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض صرحاً طبياً تعليمياً بارزاً بمعايير دولية عالية؛ ونال حظاً وافراً من الدعم والاهتمام منذ إنشائه (1402 - 1982) ليقدم الخدمات الطبية والرعاية الصحية لمنسوبي الجامعة وطلابها وللمواطنين كافة ممن يتقدمون طلباً لخدماته حسب الأنظمة المُتَّبعة، والمستشفى من حيث عدد الأسرَّة والتجهيزات والتقنيات الطبية وعدد العيادات وغرف الفحص وجودة المختبرات يُعد من أكبر المستشفيات بالمملكة، فلا عجب أن يستقطب نخبة من أفضل وأمهر الأطباء على مستوى المملكة بالتخصصات الطبية الشاملة المتكاملة، كما يُقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية وما يليها للمرضى بالتخصصات العامة والفرعية كافة، تضاف إليها الخدمات المساندة وبرنامج مُخصص للرعاية الصحية المنزلية، ما يعني أن المستشفى يقدم الرعاية الصحية للمرضى في بيئة تُثري خبرات الطلاب والموظفين، إضافةً إلى تعزيز سبل ووسائل البحث والابتكار بما يدعم رؤية الجامعة بإطار من الرؤية الشاملة للمملكة.
لا ينتهي الحديث عن الطموحات الكبرى لمثل هذه المنشآت الطبية العملاقة؛ لا سيما إذا علمنا أنه يتفرَّع عن هذه المدينة الصحية التعليمية مستشفى بكامل المقومات والمرافق لطب الأسنان هو: (مستشفى طب الأسنان الجامعي التابع لكلية طب الأسنان) بالجامعة؛ أول مستشفى تعليمي متكامل بالمملكة لطب الأسنان، حيث يُقدِّم الخدمات التعليمية والتدريبية والجراحية والاستشارية الشاملة على أسس علمية وتقنيات عالية غاية بالدقة والجودة، ويجدر التنويه بأن (مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي) التابع كذلك لجامعة الملك سعود هو أول مستشفى تعليمي بالمملكة ويقدِّم الخدمات الطبية المتميزة المتعددة المتشعبة كطب العيون والأنف والأذن والحنجرة وغيرها؛ على يد استشاريين وأطباء وفنيين من ذوي الخبرة والكفاءة وبأفضل السبل والتقنية العالية، وبَعدُ: فهي كلمة شكر؛ وإعجاب بإنجازات وطنية باهرة تسعى من خلالها قيادتنا المُخلصة لتحقيق جودة الحياة للمواطن والمقيم.