إيمان حمود الشمري
أما قبل... هذا المقال ليس للإحباط...
لا منطقياً ولا فسيولوجياً يمكن أن نعتبر هذه العبارة صحيحة, إذ يرتبط العمر ارتباطاً وثيقاً بمسيرة حياتنا التي تصنف كمراحل عمرية، ولكل مرحلة تجارب ونكهة وطعم ولون، فما تفعله وأنت في عمر معين قد لا تتقبله من نفسك ولا يتقبله الغير منك في عمر آخر. لا يصلح أن نمرر هذه العبارة دون وضع اعتبارات لها، ولن نصنف تقدم العمر على أنه شيء سلبي بل العكس قد يكون هو أكثر توهجاً لك بعد أن اكتملت معالم شخصيتك.
لماذا لا يمكن أن نعتبر العمر على أنه مجرد رقم؟
لأن العمر يواجهك بالواقع لتكون الحسبة أكثر دقة، فهو مربوط بالتوظيف وسن التقاعد والفرص المتاحة التي تتطلب أعماراً معينة، يرتبط بالصحة والقدرة البدنية، ويرتبط حتى بدخول بعض الأماكن التي تشترط أعماراً معينة لأنها لا تأبه لعبارة العمر مجرد رقم، ويرتبط بالحمل والإنجاب بالنسبة للمرأة، يرتبط بعمليات الأيض والحرق، فهو سن بلوغ، وسن يأس، سن صحة وسن وهن.. مواعيد مع الفطرة وطبيعتنا البشرية..
تصالح مع العبارات ولكن لا تضع كل ثقتك بها، وتصالح مع العمر بتعايش وليس باستسلام، العمر يفرض عليك اعتبارات يجب أخذها بعين الحكمة، عندما لا تقبلك جهة بسبب عمرك ذلك لا يعني نهاية العالم وإنما بداية أخرى قد تكون بداية عمل تجاري يغدق عليك أضعاف الراتب الشهري.
لا يمكن أن نعتبر أن التقدم بالعمر أمر سلبي إذ يعتبر حصيلة خبرات، توازن وحسبة مختلفة في الحكم على الأمور، سعة صدر وتصالح وحكمة.. حتى مقاييس المواقف التي تستدعي الخجل تختلف حسب العمر, وتبقى الحالات الاستثنائية استثنائية ولا تمثل الأغلبية.. ويبقى العمر ليس مجرد رقم وإنما مراحل ولكل مرحلة جمالها الخاص بكل تفاصيلها.. بأخطائها وهفواتها، بطيشها ورزانتها، بانفعالها وهدوئها، بخجلها وجرأتها.. ويبقى الرابح الأكبر هو من عرف كيف يستمتع بجميع مراحل عمره، فللعمر أيضاً أنظمة ولوائح.