أحمد المغلوث
يوم الثلاثاء الماضي وبعد نشر زاويتي الأسبوعية التي كانت تحمل عنوان {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (الآية) حظيت المقالة باهتمام كبير من قراء الصحيفة؛ فاتصل بي أكثر من قارئ أن وماذا توسع فيما كتبته. حيث إنه تضمن معلومات كان يجهلها البعض منا. والحق أن محدودية مساحة الزاوية وعدد الكلمات التي يجب التقيد بنشرها تفرض على كل كاتب رأي والإجابة هنا أن الكلية الأخرى في الصحيفة الالتزام بذلك. ووعدتهم بأني سوف أكتب المزيد من المعلومات التي لها علاقة بما في نفوسنا «أجسادنا» من إبداع خالقنا عزَّ وجلّ.. وفي الثمانينات الهجرية كنت طالباً في أول معهد صحي بالأحساء ومن ضمن المواد التي كنا ندرسها مادة التشريح وكان أستاذ المادة أيامها هو الدكتور «جميل خطاب» مدير مستشفى الملك فيصل وفي نفس الوقت كان مديراً للمعهد -رحمه الله. وخلال شرحه للمادة فجأة أشار لي بأن أحضر بجانبه وأن أخلع ثوبي و»الفانيلة» عدا السروال. وسط دهشتي وكل من في الفصل من الزملاء. وكنت أيامها أضمر من السيف أو أضمر. وراح يشير إلى قفصي الصدري وما يشتمل عليه من مكونات، بل أشار إلى أن كافة الأعضاء في أجسادنا لها من الاحتياطي ما يبعث الدهشة فعندما يعاني أي واحد منا من تدرن -لا سمح الله - في الرئة فإن جزءاً من النسيج الرئوي يتلف ولكن على الرغم من ذلك فإن لدى كل إنسان قدراً كبيراً أكثر مما هو في حاجة إليه. سبحان الله الخالق العظيم. وبالتالي في الإمكان إزالة أكثر من أربعة أخماس الكبد ومع ذلك فإن الجزء المتبقي سيواصل القيام بالعمل، وفي إمكان الطبيب المتخصص أن يقطع أو يربط 20 % أو نسبة أكبر من الأوعية الدموية أثناء إجراء العملية لأن ما لدينا منها يزيد كثيراً على ما نحتاج إليه. وربما يدهش القارئ العزيز عندما يقرأ أن لدى كل واحد منا حوالي 8 أمتار من المصارين ويمكن إزالة قرابة ما طوله متر في أمن وسلام.. وماذا يعني هذا أن الله سبحانه تعالى وما أعلى شأنه جعل أجسامنا وما تشتمل عليه من أعضاء لديها القدرة على أن تعوّض ما فقد منها أكان ذلك نتيجة لمرض عضال أو لتبرع بجزء منها. وقد يتساءل البعض كيف يقدم الجراح على إزالة كلية مريضة؟ والإجابة على ذلك تكمن في أن الكلية الثانية السليمة -وبقدرة الله الواحد الأحد - تستطيع أن تؤدي عمل الكليتين بعد أن تتضخم. وهذا ما يفعله القلب عندما يتعرَّض لأزمة قلبية فيتضخم إلى الضعف ليؤدي عمله بصورة مثالية.وعندما نعمل بجد ونتعب بإرهاق العمل سرعان ما نطلب الراحة. بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فالراحة هنا مطلوبة، حيث تدفعنا أجسادنا المرهقة إلى ذلك. كأنها تقول لنا أو تأمرنا بأن نأخذ قسطاً من الراحة. وفي بعض الشركات في دول عديدة والتي يواصل فيها العمال العمل لساعات طويلة خلال اليوم يمنحونهم ساعة أو أكثر للراحة، فتجدهم بعد ذلك يعودون للعمل وهم أكثر نشاطاً وحيويةً وعطاءً. وماذا بعد: وباختصار الله منحنا قدرات داخلية تساهم باستمرار في مقاومة ما يواجهنا من متاعب، أكانت نفسية أو عضوية أو حتى حياتية مختلفة. هذه القدرات من الضروري أن نحافظ عليها بالمزيد من العناية بصحتنا وأن نبحث دائماً عمَّا يسعدنا.. مع الاهتمام بالصلاة، فهي الحياة.