سهوب بغدادي
فيما تعد القيم والتعامل الحسن من أساسات المجتمعات المتلاحمة وذلك ما يحثنا عليه ديننا السمح في مواطن عديدة، تجعلنا نتخذ منها منهاجاً ومعياراً إيجابياً لتحقيق الازدهار والتقدم بإذن الله تعالى، وتعد القيم على سبيل المثال لا الحصر كالتسامح، والتعايش، والتحلي بآداب الحوار، والأهم من ذلك التكاتف والتلاحم بين أفراد المجتمع وأطيافه، الأمر الذي يستلزم الوعي المجتمعي بهذه الإطارات أولاً ومن ثم تفعيلها وتطبيقها في الحياة اليومية، ومن هنا يبرز دور الجهات المعنية في الحث وتسريع ما سبق ذكره بالتماشي مع الأهداف التي تعزز من المفاهيم لدى الفرد والمجتمع، إذ يقوم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بنشر هذه القيم من خلال جائزة الحوار الوطني، وهي جائزة وطنية سنوية تهدف إلى تشجيع الإنجازات الوطنية المقدمة من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد التي تساهم في نطاق ترسيخ التلاحم المجتمعي، والتسامح، والتعايش، بما يتوافق مع رؤية 2030، إذ أعلن المركز عن تلقيه ما يربو على 172 مشاركة من الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد، حيث لفتتني مبادرة صادرة عن هيئة الأشخاص ذوي الإعاقة تحت مسمى السبت البنفسجي والتي تقدم مزايا وعروضاً للأشخاص ذوي الإعاقة، فما أعجبني أن الجهات الرسمية باتت تتسابق على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات لم تكن متاحة لهم، وإبرازهم كفئة فعالة في المجتمع وجزء لا يتجزأ من عملية التطوير وبناء الوطن، في حين لا تزال مؤسسات المجتمع المدني غير مؤصلة أو منتشرة بكثرة في المملكة على الوجه المعتاد، لذا قد نشهد خلال الفترات القريبة المقبلة نمواً في هذا القطاع في السعودية، أما عن مشاركات الأفراد فهي الأهم باعتبار أنها تأتي بناءً على شغف واهتمام كبيرين وعلى الأغلب تصدر عن أشخاص مهتمين بالمجال وإن انعدمت الحوافز والجوائز، لذا أرجو أن يتم تخصيص عناية أكبر بهذا النطاق في مثل هذه الجوائز بهدف تشجيعهم على تقديم مستويات متقدمة من الحلول والأثر الطيب.