د.نايف الحمد
أيام قليلة ونودع عاماً ونستقبل عاماً ميلادياً جديداً.. عاماً حمل الكثير من الأحداث والمتغيّرات في كافة الميادين.. وكان للساحرة المستديرة نصيب من هذه الأحداث التي أثرت بشكل واضح على مشجعي كرة القدم في العالم، وأفرزت الكثير من الانطباعات، وغيرت الأمزجة والقناعات.
لقد عاشت جماهير الكرة في العالم شيئاً من الخيال وهي تتابع المونديال العربي في قطر قبل نهاية السنة الحالية 2022م على مدى شهر تقريباً تواردت فيه الجماهير فرادى وجماعات مُحمّلة بالآمال، متشوقة لسبر أغوار هذه البقعة من العالم، فكانت رحلتهم مزيجاً من الحلم والخيال.
مونديال العرب.. قصة من خيال جسدت معنى الحلم وكيفية تحقيقه، ومعنى الحب عندما يتحول لطاقة إيجابية تصنع المعجزات، ومعنى الخيال عندما ترى صورة بانورامية تسلب ألباب المتابعين وترسم لوحة بديعة تعج بالكثير من الألوان والأجناس والقيم والأعراف وتعكس الكثير من المشاعر والعواطف والأحاسيس، وتكون الدموع فيها رسالة تعبّر عن قيم الحب والانتماء، وتجعل من كرة القدم كرة من نار يتقاذفها اللاعبون بصبر وقوة ودهاء لتحقق لهم أمنيات وأحلاماً وتاريخاً وإنجازات، وتصنع منهم أبطالاً تخلّد ذكرهم سجلات التاريخ ويردد أسماءهم شعوب الأرض ويتغنى بهم العاشقون والأدباء والمشجعون.. وتفخر بهم الأمة وتشير لهم كأبطال قوميين.
لحظات عصيبة ومشاعر مضطربة.. وصراع مرير اختلطت فيه القوة بالمهارة، والصبر بالإرادة، والسرعة بالثبات، والعزيمة بالإصرار.. لحظات رهيبة وتفاصيل صغيرة غيرت مسار الأحداث وقلبت موازين القوى وصنعت أبطالاً كتبوا التاريخ ومضوا.
في قطر تابعنا أجمل قصة يمكن أن تكتبها كرة القدم.. عشنا معها الإثارة والتشويق واستمتعنا بكل تفاصيلها.. مرت سريعاً لكنها تركت فينا أثراً عميقاً لا يُمحى.. وسنظل نفخر بهذه الصفحة من التاريخ.
نقطة آخر السطر
ما حدث في قطر هي قصة مُلهِمة للعرب والمسلمين في قدرتنا على تحدي الصعاب وفرض هويتنا وإرادتنا وتأكيد مكانتنا في طليعة الأمم وكروّاد في قيمنا الدينية والأخلاقية والحضارية.