متى يشتغل مترو الرياض؟ هذا هو السؤال الذي يتبادر إلى ذهني كلما أرى زحاماً للسيارات في شوارع الرياض فهو أهم الحلول المنتظر تفعيلها لتخفيف هذا الزحام، فلم نعد نرى له أي مستجدات جديدة لمشروع النقل العام في الرياض - الذي منذ فترة طويلة، لقد كان مشروع النقل العام بالرياض مضرباً للمثل في العملية الاتصالية والظهور الإعلامي فمنذ انطلاق المشروع 2014 مروراً بإطلاق مركز الزوار وانتهاء بمسابقة تسمية بطاقة مشروع النقل العام في 2020 حقق المشروع ظهوراً عالياً في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، بل كان ولا يزال هو حديث المجالس إلا أنه ومنذ بداية الجائحة قبل عامين بدا واضحاً التعثر في تشغيل المشروع واستكمال بناء المحطات من ناحية وعلى ظهوره الإعلامي وحسابات المشروع على وسائل التواصل الاجتماعي من ناحية أخرى.
دعونا نرجع للبيانات التاريخية للمشروع الذي انطلق في شهر أبريل 2014 ، حيث بدأت أول أعمال الحفر لمشروع النقل العام في الرياض وكان من المفترض أن تكون مدة التنفيذ خمس سنوات ويليها فترة التشغيل التجريبي والتي من المفترض أن لا تمتد أكثر من أربعة أشهر، مما يعني أنه كان من المفترض أن يعمل في نهاية 2019 ولكنها تأجلت بسبب تحديات تشغيلية إلى 2020 والذي كان عام الجائحة وبسببه توقفت الأعمال في بعض محطات المشروع والبعض الآخر أصبحت تسير الأعمال فيه ببطء فيما استمرت تجارب السير للقطارات على عدة مسارات وفي عام 2021 وإلى نهاية 2022 لا تزال الأعمال جارية إلى الآن لاستكمال باقي المحطات.
نعلم أن هناك تحديات تشغيلية كبيرة لا تزال تواجه المشروع باعتباره من أضخم مشاريع النقل العام في المنطقة ولكن نحن اليوم موعودون حسب تصريح وزير النقل والخدمات اللوجستية بأن يعمل أول مسارات القطار قريباً وخاصة أننا اليوم نشهد جهوزية عدد من المحطات ومنها محطة المركز المالي، أتمنى على الأقل ونحن في بداية 2023 أن نرى تغيراً ملموساً في إدارة المشروع اتصالياً لإعادة التواصل مع وسائل الإعلام أو تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة مستجدات المشروع وتهيئة المجتمع وتوعيته نظراً لدخول القطار حيز التشغيل قريباً، فهذا التحفظ الإعلامي يتعارض مع نهج الشفافية التي تبنتها رؤية المملكة 2030 .
ننتظركم يا مسؤولي قطار الرياض (المترو) أن تعودوا كما كنتم في بداية المشروع عملياً وإعلامياً ونتأمل أن نحتفل بتشغيل المشروع تجريبياً قريباً وأن لا يتأخر أكثر من ذلك ليساهم في تخفيف الزحام ويرفع مستوى جودة الحياة، ونتطلع مستقبلاً لربط المشروع بمحطات قطار سار الشمال وقطار الشرق وربطه بمشروع القدية لتعظيم الاستفادة من المشروع ودوره في تطوير الجوانب المرورية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والبيئية لتكون بذلك الرياض واحدة من بين أفضل 100 مدينة في العالم.