تحقق الدول أهدافها وتقطف ثمرات إنجازاتها متى توفر لها قيادة مخلصة وإرادة صادقة وإمكانات تكفي ولو للبدايات فالإنجازات تدعم بعضها بعضا إذا تلاحقت وفي المملكة العربية السعودية يرى المواطنون هذه الأهداف تجري في مضمار واقعهم تسابق الزمن لتنقلهم إلى مكانة أفضل وقد تأكدت لديهم القناعة بأن من يقودهم يسعى فعلا لتحقيق تطلعاتهم وتوجيه مقدرات الوطن لتبني أهداف أهله وفق أولوياتها ومدى الحاجة إليها ترقبها عين النزاهة لتكف كل يد تتطاول على ما ليس لها وأخرى تدعم كل من يسعى مخلصاً للمشاركة في دفع عجلة التقدم يحوط ذلك كله حزم وعزم، حزم يرى الهدف مهما تباعده المخذلون وعزم يواصل السعي إليه لا يكل ولا يمل. وهو مع ذلك كله يواجه التحديات التي تسعى لتعطيله من دول تطمح إلى أن نبقى في خانة المستهلكين بأعلى الأثمان لما نحتاج المقدمين بأبخس قيمة لما نملك لنظل نسير في فلك رغباتهم ولا نشب عن طوقهم. ثم يتفاجئ العالم كله داخل الوطن وخارجة بالنقلات النوعية الوثابة الواثقة في خطواتها الصامدة في مواقفها التي أبهرت الجميع مقدمة مصالح الوطن على كل مصلحة أخرى لا تأبه بكبير طالما تسلط ولا تتنازل عن حق مهما صغر وحين ظن المرجفون أن هذه المواقف لا تعدو أن تكون أحاديث إعلامية ستعصف بها اللقاءات الرسمية وتبعثر ما أعد من أهداف صدموا حين رأوا واقعاً جديداً هالهم صلابة قوته والثبات عليه وعدم المساومة حوله فتتابعت تلك القوى لتطلب ودنا صاغرة تتلمس ولو نزراً يسيراً من أهدافهم ليزعموا أنهم حققوا أهدافهم غير أنهم عادوا بخيبة لم يعهدوها وأصبحنا بعزة لم نعش لها مثيلا. ثم أضحينا نرى المشاريع الكبرى تتحقق لا تسبقها هالة إعلامية ومنجزات كان يستبعد حصولها فأزيلت أحياء كاملة كانت مصدراً للجنح ووجها قبيحا للمدن ليقوم مكانها ما يسر الخاطر ويدفع بمكانة الوطن للصفوف المتقدمة وأنشئت محاضن الصناعة لكل ما نحتاج إليه بتدرج يتنامى فوق ما كنا نراه محالاً لا يقف أمام طموح قيادتها عائق ولا تتعاظم هدفاً ولا تقبل تنازلاً ثم اتسق مع هذه الجهود العملية الكبرى ما يلزمها من سن أنظمة وقوانين تدفع للنجاح وتكليف كفاءات طموحة قادرة على حمل الأمانة مع إتاحة الفرصة لكل مجتهد تسلح بالعلم وتحلى بالأمانة مع المحافظة على هوية الوطن وثوابته وعدم المساومة فيهما ما يزيد من القبول عند كل مواطن لمتطلبات المرحلة وأدواتها ويسعى جاهدا لأن يلحق بركب التنمية ويع له بصمة فيها متحملاً ما تتطلبه الرؤية من تبعات لن تدوم لتزدان بعدها مدن الوطن بما يجعلها محط إعجاب الجميع ومبعث راحة المواطنين ورفاهيتهم وليحظى الوطن بالمكانة اللائقة به كقلب للعالم الإسلامي ومورد للطاقة بكل أشكالها المتجددة ومأوى لأفئدة الباحثين عن الأمن والإيمان والرخاء الذي دعا به إبراهيم عليه السلام وتحقق على أيدي المخلصين ولنا كبير الأمل بمواصلة المسيرة على أجمل صورة وأزهاها، حفظ الله الوطن وقيادته وأهله وأدام علينا فضله ولطفه وأحل علينا ما يرضيه عنا.
** **
- الرياض