سارا القرني
كانت لفقد أخي عبد الله سطوةٌ لم أتحملها، لم أعلم أنّ الحزن يمكن أن يكون بشعاً إلى هذه الدرجة، وأنّ الانهيار كان أبسط تفاصيل اللحظة، لم أتجاوز فقده حتى الآن، لكنني كلما تذكرتُ لم أتمالك دمعي أو قلمي، فكتبتُ رثاءً لا أظنهُ يفي شيئاً مما أشعر به، رحمك الله يا أخي.
في القلبِ من فقدِ الأحبةِ نارُ
لا دمع يُطفئها ولا الأمطارُ
ذهبَ الذينَ همُ الحياةُ بنظرتي
وتغيّرَت لفراقهم أقدارُ
ورأيتُ حزناً لم أفكّر قبلهُ
ما الحزنُ؟ لكنّ الخيالَ ستارُ
رُفِعَ الستارُ وقد رأيتُ بمقلتي
وجعَ الفراقِ يؤزّهُ الإنكارُ
أنكرتُ قبراً ضمّ أنقى بسمةٍ
إذ كيفَ تُدفنُ في الثرى الأقمارُ
يا من ستفقدهُ المساجدُ كلّها
أيضاً وتفقدُ ذِكرَهُ الأسحارُ
نصفُ البرايا -لا أبالغُ- فقْدُهُ
وأنا كنصفٍ بائسٍ ينهارُ
وظلَلْتُ أبكي ما ذكرتُ قصائداً
فيها يحركني لهُ التذكارُ
«لولا الحياءُ لعادني استعبارُ
ولزرتُ قبركَ والحبيبُ يُزارُ»
وكتبتُ شطراً فوقَ شاهدِ قبرهِ
«لا أنتَ أنتَ، ولا الديارُ ديارُ»
هذا أخي.. والكلّ يفقدُ إخوةً
لكنّ فقدَ «العالمينَ» دمارُ
هذا أخي.. لا شيء يبقى بعدهُ
في القلبِ إلا حرقتي والنارُ!