محمد بن عيسى الكنعان
أرجو أن يسمح لي سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الفوزان، الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في أن أستعير، أو أقتبس عبارته الشهيرة، عميقة المعنى جميلة المبنى حول الوطن عندما وصفه بـ(بيتنا الكبير) وذلك خلال أحد حواراته التلفزيونية. وبالفعل هذا الوطن العظيم الذي يحمل اسم (المملكة العربية السعودية) هو بيتنا الكبير، الذي لا نقبل أن يفتري أو يتهجم عليه أحد، أو يسيء له، أو حتى ينتقده، أو على أي أحدٍ من أفراده بدايةً من رأس الدولة وقائد نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - إلى أصغر مولود سعودي.
لقد تجلى - البيت الكبير - هذا المفهوم العميق والوصف الواضح في مجريات مونديال كأس العالم 2022م، الذي استضافته دولة قطر الشقيقة، ونظمته بكل احترافية ودقة وامتياز، ولا أقصد هنا البيت السعودي الذي أقيم خلال أيام المونديال، وكان حديث جماهير المنتخبات المشاركة واهتمامها، إنما القصد مملكتنا الغالية ووطننا العزيز، بيتنا الكبير الذي تجلى مكانةً ورفعةً وقدرًا في تلك اللوحة الجميلة التي عكستها مشاعر الفرح، ومظاهر الاحتفال بعد الفوز التاريخي لمنتخبنا الوطني على بطل العالم المنتخب الأرجنتيني في دوري المجموعات خلال انطلاق مباريات المونديال، تلك المشاعر الجياشة والمظاهر العاصفة، التي هتفت باسم السعودية وتغنت بها، وبرهنت على حجم محبتها في قلوب العرب والمسلمين، فضلًا عن مدى التعاطف والتأييد من شعوب أخرى، فالعالم صار لا يتحدث إلا عن السعودية، والعرب والمسلمون لا يفتخرون إلا بالسعودية، من واقع تلك المقاطع العفوية الكثيرة، والمتنوعة لشعوب عربية، ومسلمة، وصديقة على منصات التواصل الرقمي، سواءً داخل البيوت، أو في الشوارع والمقاهي، أو في التجمعات أمام الشاشات الكبرى بالحدائق والميادين والجامعات، تلك المقاطع التي فضحت أكاذيب الإعلام المعادي للمملكة، الذي طالما نبح بالأباطيل وتزييف الحقائق عن مشاعر الشعوب العربية والمسلمة تجاه المملكة، محاولًا عزلها عن محيطها الإسلامي وهي قلبه النابض، أو عن وطنها العربي وهي مركز قراره، أو عن رقعتها الخليجية وهي عمقها الاستراتيجي.
وما زاد لوحة الفرح جمالًا، وتعبيرًا بالمشاعر الصادقة والنبيلة تجاه المملكة من عرب ومسلمين وأجانب أصدقاء وشرفاء العالم، هو الحضور المشرف، والطاغي، والمهيب للجماهير السعودية في قطر خلال أيام المونديال؛ حيث شكلت تلك الأمواج الخضراء أحد عوامل نجاح النسخة القطرية لمونديال كأس العالم، سواءً بحجمها الكبير، أو تصرفاتها المحببة والعفوية، أو في لقاءاتها التلفزيونية التي عكست طبيعة الشعب السعودي بجميل حديثه، وكريم معشره، وطرافة تعليقاته، وشخصيته الودودة.
فعلًا؛ مونديال كأس العالم كان محفل جمع الثقافات بتنوعها، وقرّب الشعوب رغم تباعدها، ورفع مستوى الندية والمنافسة الشريفة، وعزز القيم الإنسانية الراقية، فكانت مشاركتنا الرسمية وحضورنا الشعبي، معبرًا عن تماسك بيتنا الكبير جليًا، وقويًا، وبالغًا في كل المشاهد والمظاهر، والمواقف، التي تناقلتها وسائل الإعلام التقليدية، أو منصات التواصل الرقمية، فما أجمل أن يكون لك بيتٌ كبير، والأجمل أن يكون اسمه المملكة العربية السعودية.