رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
شهدت الأرض القطرية ( الخليجية العربية ) كرنفال الختام ( لكأس العالم 2022) مسرحية الوداع بشوارع قطر كانت ترسم السعادة للجمهور الرياضي في كل الكرة الأرضية من خلف الشاشات أفراح رياضية ربما خففت ( الاحتقان السياسي ) العالمي حتى ولو بشكل مؤقت.. الشقيقة قطر رسمت البسمة على الشفاه وكانت مصنعاً ( مدهشاً) للسعادة البشرية .. وكسبت الرهان أمام كل من شكك في قدراتها التنظيمية وأن صغر مساحتها لم يقف عائقاً.. دوحة قطر أثبتت أنها رقم صعب ( في الإعداد والتنظيم ) بدءاً من تلك الملاعب التي أدهشت العالم وكان إعدادها خلال أربع سنوات تحدياً أمام حكومة ( تميم ) التي انتصرت فيها همة الرجال رغم ظروف (كورونا ). نفخر كعرب وخليجيين بهذه البطولة التي سجلها التاريخ الرياضي بأرض عربية والتي نقلت جزءاً من موروثنا العربي إلى العالم شكراً قطر الخير والنماء ..
ونأمل أن نرى منديال العالم في أرض عربية مستقبلاً, أما عن اللقاء الممنديالي الأخير ( بين الأرجنتين وفرنسا ) فقد كان مارثوناً بحجم الحدث.. مباراة حبست الأنفاس حتى النهاية ..لم تكن مباراة تقليدية اقتسم الطرفان النجومية ففي الشوط الأول أرجنتينياً والثاني فرنسياً مباراة تمنى المشاهد أن لاتنتهي لما أفرزته من لمسات فنية أبهرت الجميع.. لقاء أعطى الجميع كل طاقتهم الفنية.. لصالح الشعار الذي يحملونه وإسعاد الجمهور الذي كان متفاعلاً ومسانداً.. مباراة لم تنخفض لياقة اللاعبين حتى الدقيقة الأخيرة ولم تحمل اليأس حيث إن المنتخب الفرنسي أعاد اللقاء للمربع الأول لكن الكرة وكأسها العالمي لا تعترف إلا ببطل واحد فابتسمت ( ركلات الترجيح ) للأرجنتين وليس بغريب بذلك فتلك الدولة الأمريكية الجنوبية تتنفس كرة وعاشقة ( حتى النخاع ) وليس غريباً.. فمنتخبها مدجج بالنجوم وما ميسي ومجموعته إلا امتداد لسلسلة من نجوم سابقين.. ولم يحصدوا الكأس وحسب ولكن طموحهم من فئة السقف العالي ( فكوشوا ) على أفضل لاعب وأفضل حارس وأفضل أصغر لاعب.. إن تلك الدولة جديرة بأن تكون جامعة لكرة القدم العالمية وتبقى هزيمة المنتخب السعودي لمنتخب التانجو إنجازاً كبيراً فكانت الفرحة بالعرضة السعودية بدلاً من رقصة التانجو.. أما الشقيق المغرب فقد كان له إنجاز تاريخي عربي بالوصول إلى دور ربع النهائي نبارك لأسود الأطلس وكل الأمنيات للمنتخب القطري الذي لم يوفق فنياً بمشاركات مشرفة مستقبلاً..