رمضان جريدي العنزي
الغرب وصل مرحلة متقدمة جداً في العلوم والمعارف في شتى المجالات المختلفة والمتنوعة، وأجادوا كثيراً في فن الاختراعات والابتكارات والصناعات، لكنهم سقطوا أخلاقياً سقوطاً مريعاً في صيانة الأخلاق، ورفعة الأدب، ورعاية القيم النبيلة، وغاصوا كثيراً في حمأة التبذل والانفلات والانحدار إلى المستنقعات الآسنة، ويحاولون أن ينتكسوا بالفطرة الإنسانية نحو الحضيض، ويسقطوها في فوهات البالوعات القذرة، إن إذكاء (المثلية) كما يسمونها والتي نسميها نحن (اللواط) تعد من الخطايا الشنيعة، والمحرمات الكبرى، والأعمال القذرة، المنافية للقيم والأخلاق والأعراف والسلوك القويم، إن هذه التوجه الشنيع من الغرب يراد به أن يقودوا الناس على كافة أعمارهم ومشاربهم وأجناسهم وأعراقهم إلى أتخاذ الشذوذ والفاحشة أهدافاً مركزية لهم، لهذا نراهم يتحركون من أجل تحقيقها وفق غايات وأهداف وخطط مشبوهة لا يعلم غايتها ومرادها إلا الله، ومن الواضح أن أهدافهم الهابطة تسهم كثيراً في تمييع الفطرة الإنسانية، بحيث تنطفئ جذوة القيم والثوابت وتضمر حد الاضمحلال والتلاشي، وتجعل الناس مأسورين لكل ما يحقق لهم الشهوات الشاذة والمبتذلة، إن أشد ما يثير الانتباه والاستغراب أنهم يوسمون المعترضين على هذه الأعمال الهابطة بأنهم ضد الحرية وحقوق الإنسان، وما علموا بأن هذه الأعمال القذرة منكرة ينكرها العقل والشرع والأخلاق وتنكرها الفطرة السليمة، إن الغرب بلغوا في هذا الشأن مبلغاً من الابتذال والاسفاف، بل تخطوا جميع المحظورات الدينية والإنسانية، وأصبحت أعمالهم مثل الجراثيم التي تفتك بالجسد دون هوادة، إن الله سبحانه وتعالى حرم هذا الفعل وتوعد أصحابه باللعنة والأمراض والنار، لأنه ينطوي على مفسدة فردية واجتماعية عظيمة، إن النغمة النشاز التي يعزفها الغرب على وتيرة الشذوذ يجب أن تتوقف وألا تعزف مطلقاً، كونها وصمة عار في جبينهم، إن السعار الجنسي لدى الغرب في الآونة الأخيرة سجل رقماً قياسياً لا نظير له في التاريخ، فـ(السحاق) و(اللواط) أصبح لديهم غير مستهجن ولا مستقبح ولا مستغرب، رغم كونها أفعال بغيضة تناقض المعطيات الأخلاقية في الصميم، إنهم يريدون أن يغيروا فطرة الله في خلقه، بحيث يكتفي الرجل بالرجل، والمرأة بالمرأة، هبوطاً إلى قاع الرذيلة، وانحرافاً شاذاً، وتحدياً لقانون الله وشرعه، والدليل أنه في يوم 27 - 06 - 2015 قضت المحكمة العليا في أمريكا بإلزام اولايات المتحدة كلها، بقرارها السماح بزواج المثليين، بعد أن كانت بعض الولايات قد رفضته رفضاً تاماً، إن هذا التشريع المخالف يدل دلالة واضحة على الانحدار الروحي والأخلاقي، التي تعيشها المجتمعات الغربية، ويعد نكسة كبرى للقيم والمثل العليا بأسرها، إن أشد المجتمعات تخلفاً وبدائية لا ترضى بهذا العمل المشين، وتعتبرة خروجاً صريحاً على الأخلاق والأسس الرفيعة للإنسان، كنا منبهرين من الحضارة الغربية أشد الانبهار، ومشدودين إليها ومشدوهين، لكنهم بعد أن أن انقلبوا على القيم والثوابت والمبادئ بصورة شرسة، فإن الصورة لدينا عنهم تغيرت، والنظرة تبدلت، والاحترام تلاشى، إن المبالغة في الحرية الشخصية توصل لهذه الأعمال التي لا ترضي حتى الشياطين، اللهم احفظنا بحفظك، وأكلأنا بعين رعايتك، واكفنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وابعدنا عن المعاصي، وأمواج الذنوب، وفخاخ السقوط في الفواحش، اللهم طهر مجتمعنا من كل فاحشة ورذيلة، ومن كل عادة دخيلة وذميمة، ووفقنا جميعاً إلى كل فضيلة كريمة، وأخلاق حميدة.