رقية سليمان الهويريني
على الرغم من انتشار المقاهي والأسواق الغذائية والتموينية والصيدليات في جميع الأحياء إلا أنك ترى سيلاً من السيارات تجوب الشوارع والطرقات يتجه أصحابها للشراء من محلٍ أو مركزٍ بعينه قد يبعد كثيراً عن مقر سكنهم بحجة أنه أرخص ثمناً, ولو حسبوا تكاليف الوقت والجهد عدا استهلاك الطرقات والبنزين وعمر السيارة لما قطعوا تلك المسافات.
وفي الرياض بالذات نرى الشوارع مزدحمة بالسيارات، أكثرها ذات راكب واحد, وأحياناً تجد طفلاً أو مجموعة من الأطفال برفقة سائقهم، وأصبح من النادر أن ترى أحداً يخرج للتسوُّق من البقالات القريبة من مسكنه مشياً على الأقدام، فلو كانت المسافة عدة أمتار لركبوا السيارة لإحضار الأغراض, بل صار من غير المستغرب أن ترى سائق الأسرة يقطع مسافات مجدولة بالسيارة لإحضار متطلبات أفرادها، فكلما تذكَّر فردٌ أمراً أرسل السائق لإحضاره دون التفكير في جمع كل المتطلبات وجلبها دفعة واحدة في وقت واحد.
والأمر يتطلَّب أن نفكر ملياً في الوضع الحالي باستخدام السيارة، لا سيما مع صغار السن الذين لا يقدِّرون قيمة السيارات، وأولئك المرخِصون لأرواح الناس الذين يستخدمون الطريق ساحة سباق، ممن لا يقدِّرون قيمة النفس البشرية فتجدهم لا يقيمون وزناً للمشاة إلى أن أصبح الدهس ظاهرة لدينا، وصار الواحد منا لا يجرؤ على السير على قدميه خوفاً من المتهوِّرين. وتبعاً لذلك نشأت لدينا ظاهرة المطبات الصناعية للحدّ من تهوُّر بعض السائقين وسرعتهم الجنونية حتى أصبحت الشوارع مرتفعات ومنخفضات تشكِّل ضغطاً على السيارة بسبب التحويل الدائم لناقل الحركة والفرامل، وضغطاً نفسياً على الراكب الذي لا يجد فيها راحته، فهو يتمايل يمنة ويسرة وكأنه راكب جمل.
وإننا نأمل الإسراع بتدشين (المترو) للتقليل من أعداد السيارات الهائلة والحد من تكاثرها في الشوارع، إضافة إلى ضرورة تبني فكر جديد وإعداد برامج توعية تحث على اعتماد المشي في قضاء الاحتياجات الخاصة لما لذلك من فوائد صحية للإنسان حماية له من الأمراض، وللبيئة تخفيفاً من التلوث.
ويجدر بالبلديات احترام حقوق المشاة بإنشاء أرصفة مناسبة لهم ومنع أصحاب المحلات من اقتطاعها لبناء درج وسلالم لمحلاتهم أو وضع معروضاتهم أو لوقوف السيارات.
ويحسن بنا تشجيع المشي من خلال المسارعة بإضاءة الطرق والشوارع الداخلية ليلاً، وتوزيع كاميرات المراقبة أو نشر رجال الشرطة فيها بشرط عدم استخدامهم السيارات والاكتفاء بالدراجات النارية مع تكثيف الحملات التوعوية.