ونحنُ نشارك دولة قطر الجارة الشقيقة فرحتها وهي تحتفل بقيادتها وشعبها بعيدها الوطني..
في الوقت ذاته ونحنُ نتنفّس معها الصّعداء.. وبسعادة ونشوة الانتصار بنجاحها وبامتياز بترتيب وإقامة نهائيات كأس العالم.. على أرضها..
هذا الحدث الكروي العالمي الهام والذي كما هو معروف كيف كان استعدادها له وكيف روجت وعملت من أجل كسب استضافتها ولأول مرة على أرض خليجية عربية.. ولأنها أي قطر تمثل بهذا الحدث الوطن العربي.. فقد حظيت في حينه بالدعم اللّا محدود من جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.. وكان على رأس هذه الدول جارتها المملكة العربية السعودية والتي قامت قيادتها الحكيمة وكعادتها الوقوف في السّراء والضرّاء مع الأشقاء بتوجيه كافة الوزارات والأجهزة الحكومية المعنية بأعلى المستويات بتقديم التسهيلات والوقوف جنباً إلى جنب مع دولة قطر والتي ركّزت قيادة وشعباً على هذه الفرصة الثمينة وتحقيق النّجاح ولسدّ فجوة بين عالمنا العربي والآخر الغربي.. ولعلنا نتذكر كم حاول وحاول أعداء النّجاح بالدول الغربية وبكلّ الوسائل المختلفة لضرْب تلك الخطوة بمبررات وهمية لا أساس لها ولا مبرر بأن دولة قطر بحجمها ومساحتها غير قادرة على القيام بالمطلوب منها..
وأنها غير قادرة على ذلك ولن تستوعب مثل هذا الحدث العالمي الكبير وتأمين متطلّباته من ملاعب وسكن وخدمات وغير ذلك من المعجزات التى وضعتها تلك الدول كانت تحارب وبضراوة تلك الفكرة..
إلا أن دولة قطر واجهت تلك التّحدّيات الصّعبة والقاسية بالاستعداد بالعمل والعمل ليل نهار.. بدون كلل ولا تعب وصرفت المليارات لانطلاقة المشاريع دون الالتفات للخلف وحوّلت بالمثابرة والعزيمة والثّقة بالنّفس المساحات الرملية لمساحات «ذهبية يضئ نورها بإشعاع على كلّ الأقطاب بملاعب سبعة ضخمة وفنادق في البرّ والبحر بلّغت حوالي 100 فندق ومطار جديد وشبكة مترو.. ومهّدت الطرق.. وهيأت شعبها وطمأنت جيرانها.. بهذا أرسلت قطر للعالم رسالة واضحة وجليّة.. بأن هذا الحلم هو اليوم حقيقة وأنها بالله وعزيمة الرجال لاتعرف اليأس.... وركّزت على أن يكون المونديال.. أكثر أمناً وأماناً وكان هذا من أهمّ الأهداف الرئيسة الذي سعت لتحقيقه منذ أن تمّ الإعلان عن فوزها بهذا التّنظيم.. قبل حوالي 12 عاماً مضت وعملت بخطى حثيثة وجادّة.. طيلة أيام المسابقة.. ومن فضل الله لم يتم أي اختراق أمني يعكّر صفو وراحة هذه الجموع الغفيرة التى توافدت من كلّ حدب وصوب لتعيش مع البرامج التّرفيهية الممتعة والتى أعطت أجواء هذا الحدث الكروي مزيداً من السّعادة.
وزاد من ذلك كثافة الحضور الجماهيري السعودي والذي كان ملح وطعم المباريات وقد أشادت «الفيفا بهذه المشاركة وهذا التّفاعل مع أهْلنا في دولة قطر الجارة الشقيقة.. جمهور يستحقّ منّا كلّ التقدير ويحقّ لنا به بأن نردّد»:
ارفع رأسك أنت سعودي
باختصار كم نحن في المملكة سعداء
وفخورون بهذا النجاح والتّميز القطري
والذي حقيقة أثبت بأن هذا النجاح تحقّق بفضل الله ثم بالتَكاتف بين دول مجلس التعاون الخليجي والذين كانوا يداً واحدة لايعرفون اليأس والتّراجع بل لدى كلّ دولة العزيمة.. لا الهزيمة.. في مثل تلك المناسبات العالمية الهامّة والتي كانت أيضاً فرصة.. عكست للعالم ماتتمتّع به دول الخليج من حضارة وتراث وفنون وأنها ليست فقط رمالاً وخياماً..
وقبل الختام لاننسى «أسود الأطلس وما بذلوه وحققوا من انتصارات كروية متتالية جعلت العالم يتحدّث في بداياته
عن منتخبنا الوطني وفوزه على الأرجنتين وبعد ذلك أكمل المنتخب المغربي المشوار بامتياز..
من القلب نهنّئ دولة قطر الشقيقة وقيادتها وشعبها على هذا النّجاح وما تحقّق من مكتسبات ستكون لنا جميعاً إن شاء الله طريقاً ممهداً لكسب المزيد والمزيد من تنظيم مناسبات عالمية كانت قطر بنجاحها مفتاح خير وبركة.. بإذن الله..
خاتمة
ندعوا الله جلّت قدرته بأن يكون هذا النّجاح وما تمَ لجارتنا قطر الشقيقة ولشعبها الأخوي الشقيق الأمن والاستقرار وأن يُبْعد عنا وإيّاهم وكافة دول المجلس شرّ أعداء التّلاحم والأخوَة والذين لا يريدون لها الأمن والاستقرار.. الذي يتحقّق بفضل الله وقيادات حكيمة تسعى لذلك.
اللّهم آمين
** **
- عبدالله بن محمد آل الشيخ