الثقافية - المغرب:
أقامت مكتبة بلدية الساورة أمسية أدبية استضافت فيها د.محمد بن ناهض القويز، استشاري الكبد والقناة الهضمية والمناظير، للحديث عن ديوانه"شهادة الأرض"، ضمن فعاليات اللقاء الأدبي الشهري المنظم الذي يتبناه اتحاد كتاب المغرب فرع جهة الشرق بتنسيق مع جماعة وجدة و مديرية الثقافة بجهة الشرق، وقد حضر الأمسية جمع من المفكرين والمثقفين والأكاديميين المغاربة، وكانت البداية بكلمة رئيس الفرع الجهوي لاتحاد كتاب المغرب مصطفى قشنني، الذي قال: "سعداء اليوم بالاحتفاء بتجربة شاعر متميز، شاعر ينتمي للمملكة العربية السعودية، منبت الوحي ومنبت الشعر، إنه الشاعر الدكتور محمد بن ناهض القويز… الذي ينتمي إلى تجربة شعرية تؤسس لانزياحات جمالية وإبداعية في غاية الدهشة، إنها تجربة تجسد السمات والملامح الرئيسية للقصيدة الحداثية، التي يكتب من خلالها الشاعر بشكل مختلف ومغاير، لغة وخيالا وبناء معماريا للقصيدة وبحثا عميقا للنصوص التي هي في مجملها تعبر عن التفاصيل اليومية وعن التجارب الذاتية والوجودية".
فيما عبر الشاعر مصطفى بدوي عن إعجابه بستوى الإبداع في الديوان فقال: "يلامس الشاعر هشاشة هذا الشرط الإنساني وجوديا محيلا إيانا على مفهوم عدم العصمة الذي نحته بول ريكور وهو يقارب رمزية الشر بصيغة تأويلية مؤكدا على أن الخطأ (أي الشر) عنصر خارجي عن تركيبة الإنسان وعملية الانتقال من البراءة إلى الشر محفوفة بالأسئلة التي لا تجيبنا عنها سوى المقاربة الأسطورية، وهذا ما مارسه الشاعر وهو يستنطق عملية العبور ويسائلها محاولا تشريح لحظاتها المفصلية عبر محطات التاريخ المختلفة، الشيء الذي يجعل القصيدة مدونة ملحمية عابرة للأزمنة والأمكنة على حد سواء ومنفتحة على الجرح الوجودي بمفهومه الكوني العام”.
أما الشاعر الشاعر يحيى عمارة فقال: ".. كما راكم السعودي إبداعا شعريا متعدد التجارب والجماليات والانساق في الشعر، وهو الجنس الأدبي الذي يحتل المركز الأول في اتجاهات النثر، مما يؤكد التواصل الشعري في منبت الشعر العربي واللغة العربية ومنبت الأدب في الجزيرة العربية في أجيالها الجديدة داخل المملكة العربية السعودي، فديوان الشاعر محمد بن الناهض المُحتفى به والموسوم ب” شهادة الأرض “تحفة إبداعية عجيبة تثير كل مدهش جعلت شعره رسالة إنسانية عميقة وواعية توصل أصواتا مؤلمة وصرخة مدوية وموجعة للعالم"
أما أستاذ النقد والباحث الأدبي الدكتور يحيى عمارة فقد كتب
استطاع الشاعر الموهوب أن يبرهن لنا عبر شهادة الأرض عن التدفق الجمالي عنده من الأعماق البعيدة لينابيع النفس من المحبة غير المتناهية لتآخي الشعر مع باقي الأجناس الأدبية والفنون، وخاصة جنس السرد وفن التشكيل وفن المسرح. فالشعري والحكائي متجاوران لاينفصلان طوال زمن القصيدة.
في الختام استطاع الشاعر أن يرسم خريطة سفره الشعري الحداثي برؤية المبدع المتجدد المستوعب لمفهوم الهوية الذاتية في تحديث الخطاب الثقافي العربي شعريا. فأن تكون حداثيا لايعني ذلك الانسلاخ عن ماضيك الجمالي والمعرفي، بل لابد من استحضار سمة التوازن الجمالي يراعي نسق الكتابة التي تنطلق منها تلك الرؤية.
الشيء المثير في شهادة الأرض أنها لم تتخل بتاتا عن إيقاع الشعر التفعيلي على الرغم من هبمنة النثر. إنها قمة الحداثة الشعرية العربية المتميزة