أطلقت الناشطة الثقافية سهيلة طايبي، مبادرة جديدة تتمثّل في تبني منصّة ثقافية من إيطاليا، وتحديداً من مدينة روما، سُميت بـ "Arabostepbystep" (العربية خطوة خطوة). وهي منصة موجهة إلى الأوروبيين الذين يرغبون في تعلّم اللغة العربية، والاطلاع على الثقافة العربية، وقد أكدت سهيلة طايي أن المنصة مثّلت بالنسبة إليها تحدّياً في نشر العربية في أوساط غير الناطقين بها، وقد قوبلت هذه المنصة بترحيب كبير من قبل المهتمين بهذا الجانب (الثقافية) التقت بالأستاذة: سهيلة، للحديث عنها، ولمناقشة أبرز التحديات التي تقف أمام من يرغب في تعلم العربية.. فإلى نص الحوار.
الأستاذة سهيلة طايبي لو تقدمين شخصك الكريم إلى القارئ عبر نبذة تعريفية عنك ومن خلال حوصلة حول اهتماماتك الثقافية؟
سهيلة طايبي: يمتد انشغالي بالعمل الثقافي في إيطاليا على مدى سنوات، وقد تخلله التدريس، والترجمة، والعمل الصحفي؛ ولكن في الفترة الأخيرة قمت بمبادرة جديدة تتمثّل في بعث منصّة ثقافية من إيطاليا، وتحديداً من مدينة روما، أطلقت عليها تسمية: «Arabostepbystep» (العربية خطوة خطوة). وهي منصة تتوجه بالأساس إلى الأوروبيين والغربيين عموماً، الساعين إلى تعلّم اللغة العربية والاطلاع على الثقافة العربية. مثّلت المنصة بالنسبة إلينا تحدّياً في نشر العربية في أوساط غير الناطقين بها. وقد كانت النتائج مشجّعة للغاية، حيث بات لدينا آلاف المتابعين للدروس، والساعين للتعمق في الثقافة العربية. وللذكر أن هذه المنصة الناشطة عبر العالم الافتراضي، هي منصة مجانية وطوعية في آن معاً، غرضها بالأساس الترويج للغة العربية الجميلة.
كيف انطلقت هذه المبادرة وما هي آفاق نجاحها؟
سهيلة طايبي: انطلقت هذه التجربة من تأمل بالأساس في مناهج المؤسسات التعليمية الجامعية وغير الجامعية، التي تدرس اللغة العربية في إيطاليا. إذ تبيّن لنا أن هناك العديد من النقائص في مناهج تدريس العربية لغير الناطقين بها. من خلال رصدنا أنّ مجمل المدرّسين في الجامعات الإيطالية، وهم إيطاليون في مجملهم، يفتقرون إلى قدرة إيصال اللغة العربية شفوياً وعبر المحادثة، والاقتصار في تعليمها على تقديمها عبر النحو والقواعد، باستعمال واسطة اللغة الإيطالية، ناهيك عن عدم تمرس جل المدرّسين باللغة العربية الحية والمعاصرة.
حرصنا من جانبنا على تفادي تلك النقائص، والتركيز على الجانب الشفوي في تعليم العربية وقواعدها، مع تبسيط أسلوب تلقي اللغة وطرق تعلمها. وآمنّا منذ البدء بالتعويل على مجهوداتنا المتواضعة، من خلال استقطاب مجموعة من الطلاب والدارسين الإيطاليين للغة العربية وتشريكهم في صياغة الدرس التعليمي وتقديمه. وقد لمسنا في تجربتنا أن أحباء العربية كثيرون وأن عشاق «لغة الضاد» يتزايدون باستمرار، من داخل إيطاليا وخارجها، بشكل يثلج الصدر. ولا نبالغ إن قلنا إن متابعي صفحة «Arabostepbystep» (العربية خطوة خطوة) قد باتوا بالآلاف، ومن بلدان وقارات مختلفة، من آسيا، وأوروبا، وأمريكا هذا علاوة على الجمهور الأوروبي المتنوع. إذ يحفّزنا في عملنا الطوعي محبّة نشر اللغة العربية بأسلوب معاصر، وتقديمها بلسان مبين وميسّر وهذا غرضنا بالأساس.
ما هي الصعوبات التي تواجه نشر العربية لغير الناطقين بها ولا سيما للأوروبيين والغربيين عموماً؟
سهيلة طايبي: يتمثل الإشكال الموجود في عدم رهان الطرف العربي على خلق مؤسسات عربية تدعم لغة الضاد، تكون موجهة رأساً إلى الغربيين. وإدراكاً منّا لهذا النقص ارتأينا، من جانبنا، وبإمكانياتنا المحدودة، التعويل على أنفسنا والشروع في بعث هذه الصفحة والسعي إلى ترويج العربية في أوساط الإيطاليين والأوروبيين. واخترنا في دروسنا المنطلقة من التعليم المباشر الاعتماد على النص والصورة والفيديو. أسعدنا في هذه المغامرة الجميلة تكاثر المتابعين من جنسيات مختلفة ومن ثقافات متعددة. ونطمح في المستقبل إلى تطوير هذه التجربة للخروج بها من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي. غير أن هذا يتطلب إمكانيات، نأمل من العزيز القدير التيسير والتوفيق. فليس عملنا التعليمي، الافتراضي أو الواقعي، وهو ما نطمح إلى تطويره باستمرار، غرضه الربح وإنما يدفعنا حافز نشر العربية بين غير الناطقين بها، ولعل ذلك ما أكسبنا ثقة المتابعين، من طلاب ودارسين ومولعين بالثقافة العربية من الغربيين، لما لمسوه لدينا من تعاون ومساعدة وحرص على تعليمهم.
كلمة أخيرة تتوجهين بها أستاذة سهيلة إلى من يسعون إلى تعليم العربية لغير الناطقين بها؟
سهيلة طايبي: الشيء الأساسي وهو التعويل على الذات، ولو بإمكانيات متواضعة، ومحبة اللغة العربية والحرص على ترويجها بين غير الناطقين بها، لأنّ ذلك هو الرصيد الحقيقي. فنحن بإمكانياتنا المتواضعة استطعنا أن نعلّم، وبدون فخر، آلاف الطلاب الإيطاليين والغربيين كيفية التحدث والتكلم بالعربية، وعمّقنا صلاتهم بالثقافة العربية. فقد كان استغلال وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً منها: «تيك توك»، و»أنستغرام»، و»فايس بوك»، هو مواكبة لقنوات وأساليب التعلم الجديدة، وتيسيراً لتبليغ العربية داخل إيطاليا وخارجها بأسلوب ميسّر وبطرق مبسّطة يمكن للساعين للتعلم أن يتابعوها ويُغرَموا بها.