عبده الأسمري
على مر التاريخ تبارت وتنافست الأمم في إعلاء رايات "الثقافة " عالياً وكان الأدباء والشعراء سفراء يرتدون "حلة" العلا في مجالس "القوم " وفي مرابع "الديار " ووسط " موجات " التحديات وخلال ميادين "التنافس ".
بعد الفتوحات الإسلامية التي وصلت إلى الأندلس وأقاصي الشرق والغرب ظلت "الثقافة " وجهاً أصيلاُ وشكلت "خطوط" دفاع " ومثلت "حظوظ " إبداع وملأت رصيد الدولة الإسلامية بخزائن المعارف التي رجحت "كفة" السخاء المعرفي واثبتت علو "المقام " في التفكير والتدبير وظهر في تلك الحقبة "عباقرة" من المسلمين من شتى فنون الأدب .
الثقافة مصدر "اعتزاز " ونبع "انجاز " يعكس "غلبة " العقلاء وهيمنة "الأدباء " وسلطنة " المثقفين في صناعة "الإبداع " وفي رسم "مشاهد " الحضارة وتوظيف "شواهد " الجدارة بكل التفاصيل التي تشكل لنا "عناوين " التفوق في "عوالم " تختلف في الكثير من اتجاهاتها ولكنها تتفق على ثقل ميزان "الأدب " وعلى عظم "قيمة " المثقفين والذين يشكلون "مصادر " بشرية للمعرفة .
للثقافة "ميدان " لا يستقبل سوى "البارعين " الذين يجيدون "الركض " في مضماره بأنفاس طويلة وأصيلة ويتقنون "اللعب " جيدا في "المراكز " المخصصة لكل "فارس" شريطة أن يملك أدوات "الإرادة " ويمتلك سمات "الإجادة" ولديه "الإمكانية " في نيل "المكانة " التي تساهم في التفريق بين "المثقف " الحقيقي عن غيره"الثقافة " مفهوم جامع لكل "الأقوال " التي تصنع لنا "الرقي" في الأسلوب و"السمو " في الأنتاج وشتى "الأفعال " التي توظف لنا "الارتقاء " في العمل و"الاستيفاء " للمهام للمضي قدماً في صناعة "التقدير " من الاخرين لهذا المعنى العميق في الوصف والدقيق في التوصيف والذي يعتني بالإنسان وسلوكه ويرصد تأثره ويعكس تأثيره في "قوالب " أدبية تشكلت من "واقع " الكفاءة وتميزت في "وقع " التميز .
للثقافة "أثر " عظيم تصنعه "النفوس " المجبولة على "العطاء " والتي سخرت وقتها لخدمة المجتمع واعانة البشر من خلال "انتاج " فريد سديد تلألأ في رداء "شعر " أو اعتلى في شأن "رواية " أو لمع في سماء " قصيدة " أو برع في أفق "قصة " أو تميز في ضوء "نقد " او انتصر في شموخ "نثر" وسط "منظومة " من "الإبداع " شاهدة في تسيد "الموقف " ليكون "حاضراُ " و"ناضراَ" على صفحات "التاريخ " ومؤصلاَ وأصيلاَ في بصمات "الترسيخ " .تسهم "الثقافة " في "حراسة " المعاني "الوثيقة " وفي صياغة "الوعود " الموثقة التي تعتني بها وتجعلها على "قائمة " الاهتمام من خلال الاعتناء بدلالاتها ودلائلها والحرص على تحويل "صوت " المثقف ليكون "صدى " للأصالة و"مدى " للمعاصرة مثبتاُ "عقارب " الزمن أمام "لحظات " مفصلية لعب فيها "الأدباء " أدوار "الأبطال " ونالوا من خلالها "تكريم " المجتمع حيث كانوا "شهود " عيان على مراحل تاريخية طغى فيها "يقين " الأدب وتصادرت من جوانبه كل "الشبهات " وتوارت خلفه كل "الشعارات " التي لا مكان لها في "الأنفس " المثقفة ولا وجود لها داخل "الأرواح" الطموحة.