علي الزهراني (السعلي)
هاج البحرُ بأمواجه المتلاطمه. على غير عادته..
كأنما ينتظرُ صديقَه بعد غيبة طويلة، ازدادَ أكثر من ذي قبل، جدة اليوم مختلفة، ربما صدقت نبوءة شاعرها «جدة غير» وقفوا واستوقفوا الناس يلاحظون هذا الحدث الجلل والغريب والمدهش معا، كأن البحرَ يذرف من عينيه أدمع السيارات على جانبي الطريق معاً رجال المرور ينظمون حركة السير كالعادة بإتقان المثير في الأمر أن الكلَ لا يعلم لماذا البحرُ في مَدّه وجزرِه كـ عاشق بالكاد يتنفس من ثغرِه!
الغروب قد اقترب أكثر، والشمس تودع عشّاقَها بوشاح أحمر، كالأرجوان، تشتم من خلال أزاهير الكادي والريحان حتى هدأ كل شيء فجأة!
في لحظة قدوم الغيم لـ يصافح البحرَ، الذي مال قبل قليل وكان والآن استكان، سمعَ الجميع زفرة من البحر وهو يقول:
مرحبا مليار أيها الغيم وغيثُ المطر…
وعند حي الشاطئ ارتسم على محيا الكل ابتسامة عريضة كأنهم يقدمون لمسؤول عريضة لاحظ الناس غروب الغيم بالقرب من البحر ترجّل منها فنانٌ عاشق للريشة كالورود الجميلة في كل بستان.. اقترب أكثر والناس كأنهم يشربون قهوة بلا سكّر!
ظهر الفنان كالبدر، والضحكة كالنسيم الخائف هناك مثل ردف الطائف! من هذا الناس بدأوا يتساءلون؟!
إنه الرجل الحديدي، فيصل الخديدي وصحبه الكرام والبحر يتقدمه آل صبيح ليحضنا بعضهم بعضا في مشهد مهيب فيما بعد سُمّي بيوم (وفاء بخر وعطاء غيم) واصطفّ الجميع في صفين بلحن قريب من العرضة والمجرور قائلين:
(يا مرحبا وأهلين بفيصل الإبداع
أسفر وأنورت جدة بقدومكم
نحن وافين لأصحاب الوفا
توقف البحر يوم شاف المطر
من حبكم يابو فيصل
استكان واستقر)
ذهب الناس، تحركت السيارات، ارتاح رجال المرور وبقي الوفاء عنوانا لفنون جدة، يدرس لأجيال قادمة..
انتهى النص وبقي فيصل الخديدي يشدو ريشةً بإبداع وبقي آل صبيح ربّان فنون جدة يسطّر ملامح الوفاء كالعادة..
سطر وفاصلة
أنت تحمل خبث الأرض غدرا
تابت على يدي شيخ بصوته
بدمعه بصراخه
وانحازت له بكاء ولي شتما
كنت الضحية
العاشق الخائن كاسر لقبها
وأنا شاعر كـتأبط شرا
قلت لها: مهلا حبيبتي
فأنا في هواك شيخ
لي طريقتي بالحرف وقلبي
لمثلك سكنٌ ويردف عشقا
صوتي رقيق. صورتك في عيني مها
و قمرا شوقا