سهوب بغدادي
فيما تبرز جهود المملكة العربية السعودية الحثيثة التي تصب في نطاق رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بهدف حصولهم على الحقوق والتسهيلات المخصصة لهم، من خلال توفير سبل التوعية أولاً بهذه الفئة العزيزة على قلوبنا أيضاً بتقديم وسائل الرعاية والتأهيل والدعم اللازمة لضمان مشاركتهم الفعالة في إرساء الازدهار في المجتمع، حيث تتداخل المعايير والتخصصات والاختصاصات الاجتماعية والاقتصادية والقانونية وما إلى ذلك في حياة الفرد من فئة ذوي الإعاقة، تباعاً يعد تأثير وتداخل أنشطة وفعالية الأفراد من هذه الفئة ضرورياً ومؤثراً في المجتمع وأطيافه ككل، إذ وجب التوقف على أبسط التفاصيل وأدقها والتي تعود بالنفع على الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة. يجدر الذكر أن مصطلح إعاقة عميق، فيشمل الإعاقة البصرية والإعاقة السمعية والإعاقة العقلية والإعاقة الجسمية والحركية وصعوبات التعلُّم واضطرابات النُطق والكلام والاضطرابات السلوكية والانفعالية وغيرها، لذا نرى أن التعامل والوعي بكل إعاقة على حدة، من خلال الوعي بها أولاً ونشر المعلومات الضرورية عنها للعموم، من خلال الجهات الحكومية المتخصصة في مجالات الإعاقة والجهات غير الربحية والمؤسسات التعليمية بالتأكيد، فالأخيرة تلعب دوراً مفصلياً في إيصال المفاهيم والوعي بالطرق المثلى، على سبيل المثال، تتفرد جامعة الأمير سطام في المملكة بتقديم أول مقرر لغة إشارة حر للطلبة من كافة التخصصات، وذلك ما أوضحه سعادة الدكتور عبدالهادي بن عبدالله العمري، أستاذ التربية الخاصة المساعد بكلية التربية، من خلال تقديمه المنهج المتخصص تحت عنوان (مقدمة في لغة الإشارة السعودية) إذ يشمل المقرر مواضيع متنوعة ومتعمقة بداية من التعريف بمفهوم الصمم وصولاً إلى قواعد وأسس لغة الإشارة بالتعاون مع الجمعية السعودية للإعاقة السمعية التي تمتلك قاموساً إشارياً غنياً بالإشارات في أجزاء عديدة.
إن ما تقدمه جامعة الأمير سطام سيتيح للنشء أن يقتحم ويفهم عالماً مجهولاً بالنسبة لكثيرين، ومن هنا نعول على دور الجامعات والتعليم العام في مراحله بالتعريف وتقديم مثل هذه المناهج النوعية في المملكة خاصة مع آلية وقرار دمج ذوي الإعاقة في الفصول الدراسية الاعتيادية، فيأتي المنهج بما يتوافق مع خدمة مصالح الفئات المعنية ويعود بالنفع على المجتمع بإذن الله تعالى.