علي الصحن
منذ بداية الموسم والهلال ليس الهلال، حتى وهو ينجح في تحصيل نقطة (20) من أصل (27) إلا أنه ليس الهلال الذي نعرفه، ويعرفه منافسوه قبل محبيه، فالفريق لم يعد يقدم كرة القدم الممتعة التي كان يقدمها، ويعجز عن خلق الهجمات بالطريقة التي كان يعرفها، ومن السهولة اختراق دفاعه والوصول إلى مرماه - كما حدث أمام التعاون والطائي، حيث خسر تقدمه في الأولى وكاد أن يخسره في الثانية - ومن المؤكد أن استمرار الفريق على هذه الوضعية الفنية سيكلفه الكثير، وستجعله يعاني في المنافسات المقبلة، وسيكون من الصعب عليه بكل تأكيد المحافظة على ألقابه المحلية والقارية، وهنا قد يقول قائل إن الفريق يعاني من الغيابات وعدم الاستقرار والمنع من التسجيل، وهذا قول له وجاهته، لكن لا يكفي ليكون مبرراً أمام التراجع الفني الخطير، فحتى في ظل عدم الغيابات قبل المونديال خسر من التعاون في الرياض، وتعادل مع الاتفاق والشباب، وعجز عن استغلال الفرص المتاحة للفوز بما فيها ضربة جزاء في توقيت مهم أمام الشباب، ثم أضاع ضربتي جزاء أمام الباطن، ولم يستفد من عشرات الكرات الثابتة التي تنفذ بعشوائية غريبة، تؤكد أن الفريق لا يتمرن على مثل هذه الألعاب أو أن اللاعبين ليس لديهم الجدية الكاملة في التعامل معها، والسؤال هنا على ماذا يتدرب الفريق، وماذا يفعل المدرب في التمارين اليومية، وكيف كانت الفائدة من فترة التوقف الطويلة لمعالجة أخطاء الجولات الثمان الأولى من الدوري، وكيف تستمر الأخطاء وعدم الجدية في الأداء وضعف ردة الفعل في المباريات الودية ثم في المباراة الرسمية الأولى، وما هي الخطط التي وضعتها الإدارة لمعالجة ذلك، وهل أوضحت للاعبين أخطاءهم، وهل ناقشت المدرب عمَّا يحدث للفريق قبل أن يجد الفريق نفسه في مهب الريح، وقبل أن يدرك القائمون عليه صحة مخاوف محبيه من عودة عبارة موسم للنسيان من جديد، وخصوصاً أن الأمر ما زال بيدها والفريق لديه من النجوم ما يكفي لتحقيق الإنجازات حتى لو سرح النادي نصف الأجانب الذين لا يعوّل عليهم للأسف.
ودياز هو الآخر عليه أن يدرك ماذا يعني أن تدرب فريقاً مثل الهلال، لا نهاية لطموح محبيه، ولا حدود لأرقامه ولا سقف لإنجازاته، وأن يكون أكثر جدية وصرامة في التعامل مع لاعبيه، وأن لا يعتقد أن مدرج الهلال سيلتمس له ولفريقه الأعذار في حال واصل الفريق الظهور بهذا المظهر الفني غير المقبول، فحتى ولو منع من التسجيل، فلديه (9) كان لهم شرف مشاركة المنتخب في المونديال وبالتحديد في المباراة التاريخية التي كسبها أمام الأرجنتين، كما أن هناك لاعبين أجانب مثل ايقالو وماريقا بحاجة للوقوف معهم ومناقشتهم عن سبب تراجع مستوياتهم، ويبقى الرباعي جان هيون وكويلار وكاريلو لاعبين مميزين يقدمون مستويات جيدة مقارنة بغيرهم.
في الهلال لا أعتقد أن المشكلة عناصرية بتلك الدرجة، ولكنها فنية إدارية (إدارة الكرة) وبقليل من الحلول ربما يعود الفريق بالشكل المقبول.
* * *
- اللاعب الذي لا يستفيد من أخطائه المتكرِّرة لا يمكن أن تتوقَّع منه شيئاً في المستقبل.
- والمدرب الذي يشاهد اللاعب يخطئ مرة تلو مرة تلو مرة ولا يحرك ساكناً باستثناء تبديله وإعادته في أقرب مباراة لا تتوقَّع منه شيئاً أيضاً.
- أهم مميزات الحارس ردة الفعل والحضور الذهني، عندما يفقد هاتين الميزتين، فلا فائدة من أي مزايا أخرى.
- هناك من يعبث بالتاريخ ويضيف للاعبيه المفضلين أرقاماً وألقاباً من الهواء، ثم يكشفه المتابعون ويحرجون نجومه قبل أن يحرجوه.