العقيد م. محمد بن فراج الشهري
لم يترك اليسار الأوروبي أو الغربي المتطرف والمنظمات الماسونية ومنظمات جي بي تي (المثلث الوردي) بشعارها (قوس قزح) لم تترك رذيلة من الرذائل ولا مصيبة من المصائب التي تدنس الجنس البشري إلا وشجعوا على تفشيها وانتشارها بتعمد فاضح وواضح ومن تلك المصائب ما يروجون له الآن وبشكل ممنهج وغير عادي فيما يسمونه (المثلية الجنسية)، وما يفوق هذه الرذيلة قبحاً هو التبرير لها والتخطيط المعد والمدروس من الماسونية العالمية بما فيها اليسار الأوروبي كاملاً، وعالم الكهنوت العلماني الجديد الذي يرى ويقول إن الشذوذ ليس شيئاً قبيحاً، لأن الشواذ لا يؤذون أحداً، وهذا تدليس لحقيقة هذه المعضلة النتنة والقبيحة، التي تعد كارثة إنسانية لكل البشرية وليس لجنس معين، وسقوط أخلاقي كبير فلو ذهب كل رجل إلى رجل وكل امرأة إلى امرأة لانقرض النوع الإنساني من الوجود، ولو لم يذهب الرجل الأول الذي هو أبونا آدم عليه السلام إلى المرأة الأولى التي هي أمنا حواء وتزوج كل منهما الآخر لما كان هنالك إنسان ولا إنسانية، والقتل والشواذ وجهان لعملة واحدة.. القتل قبيح لأنه مفسد للنوع الإنساني، فالذي يقال عن القتل وسفك الدماء يقال عن المثلية الجنسية ومفسد للنوع البشري والإنساني وهذه دون شك إحدى رذائل الغرب، والماسونية العالمية والحداثية الملعونة، والدافع الكبير لظهور هذه الرذيلة، والدعاية لها في هذه الأيام وهذه السنوات الأخيرة، والتبشير بهذه النقيصة هو أنهم عندما عجزوا عن تحجيم الجنس البشري بالآفات، والأوبئة كما هم يخططون وبالوسائل البايلوجية، وعدم استطاعتهم من منع الناس من الزواج الطبيعي فقاموا بالتخطيط لهذه الرذيلة، وقاموا بالتبرير لها فكان تعريف الغريزة من جهة بحيث لا يمكن عدم فعل ذلك والحد من تكاثر سكان العالم، ومن جهة أخرى كشف مخططهم إذا ما نظرنا في خريطة تعداد سكان العالم يظهر الأمر واضحا وجلياً ويقال إن منذ 10 آلاف سنة كان تعداد العالم يبدو 5 ملايين و10 ملايين نسمة وارتفع هذا التعداد قبل 2000 عام بنحو 170 مليوناً ثم إلى العام 5 مليارات نسمة عام 1999م وتقدر الأمم المتحدة تعداد سكان العالم في عام 2025م بنحو 8 مليارات نسمة وهذا الارتفاع المستمر للبشر هو جزء من التخدير الذي يقوده هؤلاء السفلة، وبهذه التعاليم الضارة والمبادئ القذرة وغير النافعة والحجر الأساس الذي بنو عليه هذه الرذيلة، هو نظرية توماس روبرت مالتوس (14 فبراير 176- 23 ديسمبر 1984م) في التعداد السكاني فقد لاحظ ماتيوس تزايد كل من السكان والموارد الغذائية مع مرور الزمن، ولكنهما لا يتزايدان بنفس المعدل، ويؤدي هذا الاختلاط في معدل الزيادة إلى ظهور المظالم الاجتماعية، والمجاعات، وأهم ما في نظريته أنه لابد من عقبات توقف النمو السكاني وهذا الذي دفع هؤلاء الفاسقين للتبشير بهذه الرذيلة لمنع الحرث والنسل والتحكم في الجنس البشري، إضافة إلى ما يروجون له في ظل المناداة بالحرية الشخصية والتي هي مجرد غطاء للوصول إلى هتك ستار المجتمعات.. والغريب أن هنالك تجاهلا واضحا من بعض الدول الإسلامية لتمدد هذا الخطر وأن موضوع الشذوذ الجنسي من الملفات المسكوت عنها والذي يجب على هذه الدول أن تفتحه مهما كانت ردود الأفعال وتسعى لكبح هذا الشرر في مهده قبل أن يصبح ساري في كل البلاد الإسلامية وأيضا العربية، ويجب أن ترصد أسبابها ومدى تأثيرها في المجتمعات فهي في هذه المجتمعات فهي في هذه المجتمعات تعد (كارثة) ومساس بالإسلام وثوابته وما نزل به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وعلى الدول الإسلامية ومنها العربية ألا تنتظر حتى يصعب حل هذه الكارثة لأن الملاحظ أن من نتائج تكاثر الشاذين جنسياً في العالم الغربي أنهم أصبحوا قوة ضاغطة على أرض الواقع، مما دفع بكثير من الدول إلى تعديل قوانينها التي تحرم الشذوذ الجنسي حتى تتماشى مع رغبات الشواذ في بلادها، ومن بينها القانون البريطاني الذي لم يعد يعتبر منذ عام 1967م الشذوذ الجنسي فعلا جرمياً ما دام قائماً بين اثنين راشدين، بالغين ومتفقين على ممارسة هذا الفعل، وكذلك فعلت اسكتلندا، وشمال إيرلندا، ونيوزلندا، وأكثر من نصف الولايات المتحدة الأمريكية، كما تم إقرار زواج الشواذ جنسياً في 6 بلدان في العالم وهي النرويج، وهولندا، وبلجيكا، وكندا، وولاية ماساتشوستس الأمريكية، والمصيبة الكبرى أن الأمر وصل إلى الأمم المتحدة جاء ذلك في اجتماع الجمعية العامة المنعقد في البند (74) والذي ظهرت فيه المملكة العربية السعودية بقوة بقيادة مندوبها عبدالله المعلمي الذي أكد خلاله رفض السعودية لفرض مصطلحات (الميول الجنسية) المتعارضة مع هويتنا الإسلامية قائلا: (لن نخالف الفطرة التي خلقنا الله عليها) وهكذا يجب أن تكون كافة الدول الإسلامية والعربية في الأمم المتحدة وفي غير الأمم المتحدة.. وأن تقوم كل هذه الدول بكافة ما يلزم لمنع انتشار هذه الرذيلة التيتسعى إلى قطع النسل البشري والعبث بما أحله رب العالمين وارتكاب ما حرمه الله والنصوص الشرعية الربانية واضحة في هذه الأمر وضوح الشمس في ساطعة النهار لكن على العلماء والكتاب، والمتثقفين والأطباء، ورواد علماء النفس من داخل هذه الدول عليهم القيام بواجباتهم، وكذلك علماء الاجتماع ووسائل السوشيل ميديا وجميع الوسائل التي يمكن توضيح خطر هذه الجريمة وما يترتب عليها من طمس للنفس البشرية وتلاعب يؤدي إلى القضاء على الجنس البشري، وتغيير الفطرة التي فطرنا الله عليها ودمر قوم لوط بأسباب ارتكابهم هذه المصيبة، وعدم السكوت على هذا الأمر والتهاون فيه، والمجتمعات الإسلامية مطالبة بالوقوف بقوة ضد هذه الظاهرة.. ومحاولة الوصول إلى الطرق التي تؤدي إلى ردمها وعدم تفشيها في مجتمعاتنا ومحاربة كل من تسول له نفسه من الشاذين الترويج لهكذا فعله، خاصة وان المنظمات والجهات التي تقف وراء هذا العمل الشنيع بدأت تبحث عن طرق ووسائل جديدة لتفشي هذه الظاهرة والدعاية لها وأكبر مصيبة ملاعب كرة القدم الأوروبية، وهي اللعبة الشعبية الدولية المحببة للشباب.. بدأت تنشر سمومها في ملاعب ودعايات كرة القدم وبهذا يسهل وصولها لشباب العالم والذين يعشقون تقليد اللاعبين وأخذ موضاتهم سرعان ما تصل لهم هذه الدعايات الخبيثة لهذه الأفعال القذرة، فلابد من الحذر الشديد واستعداد العالم الإسلامي للتنبيه واليقظة لما يحاك ويرتب لهذه الفاحشة المقيتة.. نسأل الله الحماية من هذه الأفعال الشنيعة كما نسأله أن يحمي بلاد الإسلام والمسلمين من مكائد الغرب ومن بضائعهم السامة التي يتم تصديرها لنا وأن يرد كيدهم في نحورهم.