أسدل الستار على مونديال قطر، النسخة الاستثنائية التي عشنا معها أياماً ولياليّ جميلة ومدهشة مليئة بالأحداث والمفاجآت والمغامرات ولحظات الحزن والفرح، وأجدها فرصة لأشكر قطر على التنظيم الرائع والاستضافة الأروع, شكراً لأنكم حافظتم على عاداتنا وتقاليدنا وهويتنا وقيمنا الإسلامية وعلى الكرم العربي وحسن الضيافة, وبحق قطر أتعبتي من بعدك.
شهر من المتعة والإثارة الأحداث والمفاجآت اليومية السارة حيناً والحزينة أحياناً، أجملها ما قدمه العرب من مستويات ونتائج مذهلة وغير متوقعة على كبار منتخبات العالم المرشحة لحصد اللقب؛ ولا أكثر ولا أعظم من فوز الأخضر السعودي على الأرجنتين بطل النسخة الحالية أول المشوار، الفوز الذي كان صفعة استفاقة لباقي المونديال؛ أي نار أضرمها السعوديون في صدر ميسي ورفاقه تلك التي لم يخمد لهيبها إلا بإحراز اللقب, فوز السعوديين المفاجئ وعبارتهم الشهيرة والتي استعارها جمهور المونديال وحرفوها على طريقتهم كان الشرارة التي أشعلت الحرب دوراً بعد الآخر وصولاً للمباراة الختامية الدراماتيكية مع فرنسا فحاز البطل على النهاية السعيدة التي استحقها باقتدار, واكتفت فرنسا بالوصافة.
أما كرواتيا فخطفت البرونزية من أمام المغرب والحصول على سبق عربي جديد فضلاً على كونه رابع العالم وهذا إنجاز بحد ذاته, من ينسى لحظات الفرح المجنونة بعد فوز الأخضر على أرجنتينا، فرحة التوانسة بهزيمة فرنسا، قدر المغرب الجميل الذي نقله من دور للثاني كما الأحلام، وأيضاً هزيمة اليابان للألمان.
جميل هو السباق الندي بين نجمي باريس سان جيرمان ميسي ومبابي فكلاهما رفع لواء منتخب بلاده فكانت الغلبة لخبرة ليو في حين لم يستطع مبابي التصفيق بيد واحدة, من يضحك أخيراً يضحك كثيراً هذا ما فعله ليونيل سكالوني و(سميه) ميسي عندما غرقوا بالضحك بمعية كأس العالم 2022 على مسرح لوسيل بالنهائي، وقبله بكوبا أميركا؛ سكالوني انتقد كثيراً من قبل وصبوا عليه جام غضبهم بعد الهزيمة أمام السعودية كما سخروا من تواضع خبراته التدريبية لكنه طور كثيراً من أسلوب لعب التانغو واستغل بذكائه إمكانيات ميسي وظفر باللقب بعد سنوات طويلة من الصبر والانتظار على المنتخب وميسي قبل أن يحط رحاله الأخيرة.
*غير إنساني بالمرة الهجوم العنصري الذي شنه الفرنسيون على لاعبي المنتخب من أصل إفريقي بالذات كومان وتشواميني ووصفهم بالقردة والعبيد بالوقت الذي لم يعلقوا على مبابي كونه أبلى حسناً وهذا قمة التناقض والعنصرية والتنمر من بلد يفترض به الحضارة واحترام آدمية الإنسان، فالحمد لله على نعمة الإسلام الذي جعل ميزان المفاضلة بين الناس على أساس التقوى لا أبيض ولا أسود.
*هذا المونديال وكرة القدم عموماً تقدم لنا دروساً وعبراً كل يوم في فن استغلال الوقت والعمل لآخر لحظة بالمباريات مهما كنت متأخراً فالهدف يأتي بأقل جزء من الثانية ولا مستحيل في كرة قوامها الدوران ولها في كل لحظة شأن.... ألقاكم!
** **
- هيا الغامدي
@Haya_alghamdi