م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. بعيداً عن زحام الرياض وصبَّاتها الخرسانية، والتي آن أوان الفرج بزوالها مع قرب انتهاء مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام.. وبعد الخبر السعيد لكل عشّاق التناسق والجمال بإعلان أمانة الرياض عن بدء تطبيق الدليل التنظيمي الشامل للوحات التجارية في مدينة الرياض، والذي أتى امتداداً لسلسلة من المبادرات المهمة التي نفذتها الأمانة تحقيقاً لاستراتيجياتها في تحسين المشهد الحضري؛ فإننا نستطيع القول إن الرياض تسير في الاتجاه الصحيح لتنال مكانتها المستحقة كإحدى أكبر مدن العالم وأكثرها تطوراً، كما هو مستهدف في «رؤية المملكة 2030».
2. وأسعدني كثيراً أن الإعلان عن بدء تطبيق الدليل جاء بعد قيام الأمانة بإجراء دراسات ميدانية والاستفادة من تجارب مدن وخبرات عالمية، وعقد ورش عمل نفذتها مع الشركاء وأصحاب المصلحة.. وبلا شك أن ورش العمل التي أطلقتها الأمانة أسهمت في توحيد الجهود مع كل الأطراف، وأخذ كل الملاحظات والآراء بعين الاعتبار، وحل أية إشكالات متعلقة بهذا الموضوع لتلافي العوائق وتخطي العقبات خلال تطبيق تنظيمات الدليل.
3. لقد بذلت الأمانة جهوداً ملحوظة في سبيل الارتقاء بالمشهد الحضري وتطوير البيئة العمرانية لمدينة الرياض.. وسخرت إمكاناتها وخبراتها لرفع مستوى الخدمات المقدمة وتسريع تنفيذها لعموم السكان في مدينة يمثل الإشراف على شؤونها مسؤولية ليست سهلة بسبب نموها المتسارع ومساحتها الشاسعة.. فمدينة الرياض حسب مستهدفات الرؤية سوف تتضاعف ثلاث مرات في عشر سنوات.. وهذا النمو ليس نمواً طبيعياً بل انفجار تنموي لا مثيل له لم تشهد مثله أية حضارة على مر العصور.. فالحمد الله أننا نعيش مرحلة صعود الحضارة السعودية، وهذا يحتاج إلى جهود مضاعفة وتكاتف وتكامل بين أمانة منطقة الرياض وسكان المدينة.
4. وأكاد أجزم أنه قد أصبح لدى سكان مدينة الرياض ثقة بمبادرات الأمانة بسبب الأثر الإيجابي الذي وجدوه.. إلا أننا قد نتوجس من التغيير ابتداءً أو نتحفظ على بعض تفاصيل أو نقاط الدليل.. فلا بد للأمانة أن تجيب عن التساؤلات المتوقعة من ملاَّك المحلات ومُصَنِّعي اللوحات، بما فيها الآلية التي أُصدر فيها الدليل، وكيفية التطبيق، وتفاصيل المعايير المعتمدة، والتي برأيي قد أُخذ فيها بعين الاعتبار مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص، والصورة الجمالية العامة، وجودة المواد المستخدمة ونحو ذلك.. فما يعيب اللوحات التجارية الحالية هو عشوائيتها من خلال عدم تناسق أشكالها وأحجامها، إضافة إلى أن بعضها لوحات مهترئة أو ممسوحة أو متسخة.. ولا أشك أننا سنثني على هذا الدليل وآلياته التنظيمية بعد أن نلحظ جمالية مخرجاته، وندرك فوائد تطبيقه في معالجة التشوهات البصرية.
5. ولا أشك أيضاً في أن رياضنا ستغدو أجمل يوماً بعد آخر بتنفيذ هذا المشروع وما سبقه من مبادرات أطلقتها الأمانة في تحسين المشهد الحضري.. وسيكون محظوظاً من سيسكن هذه المدينة البهية، وهي التي تعيش هذه الأيام أفضل حالاتها من خلال المشروعات التنموية الضخمة التي أقيمت بها وتطوير معالمها السياحية والثقافية والأثرية، وينتظرها مستقبل مشرق بإذن الله لأنها تسير في ركب رؤية طموحة مباركة.