د.عبدالعزيز الجار الله
انتهت بطولة كأس العالم مساء الأحد الماضي 18 ديسمبر 2022م، بدأت حسابات الحقل والبيدر في الخليج العربي والدول العربية، كم المكاسب، واستثمار الفرص، ومستقبل العمل القادم، فما حدث في الدوحة وخلال شهر من التنظيم والعمل الجاد والمسابقات ظهرت إرهاصات مبكرة تم رصدها لأن لها نتائج مستقبلية في مجالات عدة السياحية والثقافية:
- السياحة: المونديال 2022م في قطر وضع دول الخليج العربي على خريطة العالم السياحية، لأنه جذب شرائح مختلفة من الجمهور الرياضي ومن الإعلاميين والمسوّقين وأصحاب إدارة الأعمال والمشروعات والتجار والمستثمرين، فالعديد من الدول التي نظّمت كأس العالم تحولت إلى دول سياحية، وهذا هدف رئيس للدول المنظمة، والسياحة هي مفتاح للعديد من الأعمال الاستثمارية إضافة إلى أنها دعم للاقتصاد المحلي للدول.
فقد دخلت الدوحة رسمياً على سلاسل المدن السياحية والمدن الحديثة على الشواطئ الغربية للخليج العربي، المحور الأول:
الكويت والجبيل والدمام والخبر والمنامة والدوحة ودبي وأبوظبي ومسقط.
المحور الثاني: شريط المدن الساحلية على البحر الأحمر، حقل ونيوم وضبا والوجه وجدة والطائف والباحة وأبها وجازان، لأن الخليج العربي والجزيرة العربية هي آخر مواني جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط لذا جعلت من نفسها وجهة سياحية.
الثقافة: امتزجت الشعوب في الدوحة ولمدة نحو شهر مكنت شعوب دول العالم من التعرّف على ثقافة الخليج العربي والدول العربية وبالتالي الثقافة الإسلامية، والتعايش مع الأنماط الاجتماعية المتعددة لمنطقة الخليج الرطبة والحارة في هذا الوقت من السنة الذي تشبعت فيه العديد من الدول بغطاء الجليد والشتاء القارص، وهذا أيضاً يجعلها هدفاً لمجتمعات الأجواء الباردة، حيث المياه الدافئة في الخليج، فالمزج والاندماج الاجتماعي يلاحظ على الجمهور الذي أقبل على ارتداء الزي الخليجي، توج في تقليد أمير قطر الأمير تميم بن حمد البشت والمشلح والرداء العربي لقائد منتخب الأرجنتين ليونيل ميسي أثناء رفعه لكأس العالم، بالإضافة إلى الاندماج الكامل من جمهور العالم في الحياة العامة بالخليج في الأكل واللباس وزيارة المساجد والأسئلة الكثيرة عن الدين الإسلامي، وإعجابهم بالعادات والتقاليد العربية ونمط معيشة أهل الخليج وسلوك الأفراد والمجموعات في التعامل الطيب، وما يتمتع به المواطن القطري والخليجي من الاطمئنان وتمسكه الشخصي بالانضباط والأمن والأمان.