علي محمد إبراهيم الربدي
تعرف البيئة بأنها الوسط الذى يعيش فيه الإنسان والمخلوقات الحية، وهى جزءٌ لا يتجزأ من حياة الإنسان والكائنات التي تتكيف مع الطبيعة وكلما كانت البيئة نظيفة وصحية انعكس ذلك على عافية وصحة ذلك المخلوق الذى يعيش فيها بما فيهم الإنسان ففي الزمن القديم وعبر القرون كان الإنسان والحيوانات والكثير من المخلوقات الحية تعيش بسلام وعافية فالأمراض قليلة ونادرة والأعمار طويلة وبزيادة يقول زهير بن أبي سلمى:
رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ
وأكبر دليل على صحة ذلك الإنسان ونشاطه قطع الطرقات والمسافات الطويلة التى تحسب بملايين الكيلومترات على الأرجل والأقدام فالحجاج يأتون من بلدان بعيدة عن مكة المكرمة مشيًا على الأقدام من الشام والعراق ومن اليمن ومصر والهند وغيرها من الأمصار البعيدة سيرًا على الأقدام فى أكثر الحالات كما كانوا يسافرون من مكان إلى مكان آخر بعيدًا كل البعد عن بلادهم خذ مثالًا الفتوحات الإسلامية التي وصلت إلى السند والهند وإن كانوا يستعينون بالدواب لحمل أثقالهم.
وقد حدثنا واحد من رجالات عقيل المعاصرين من أهل القصيم ومن الذين يسافرون مشيًا على الأرجل والأقدام ويركبون أحيانًا الإبل أو الخيل مع النوم أول الليل والقيام آخره ومع طول السفر يذكر بأنهم يتمتعون بالصحة والعافية.
وزمن الآباء والأجداد لا يعرف الكثير منهم الأمراض رغم ضيق الحال فلا سكر ولا ضغط ولا جلطة ولا سكتة وقد نبه عليه الصلاة والسلام عن كثرة موت الفجأة فى آخر الزمان وهو ما بدأ الجميع يلاحظه في هذه السنوات وحسب الدراسات التى أجريت على الطبيعة والمخلوقات التي تعيش فيها اتضح أن السبب الرئيسي لكثير من الأمراض هو التلوث البيئي الذي نعيشه الآن.
لقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء أن الأضرار التي أضرت بالإنسان وجميع الكائنات وألحقت بالبيئة أضرارًا كثيرة وأثرت على الأجواء العالمية نتيجة التلوث الذي عمّ القارات والدول الصغيرة والكبيرة بسبب عوادم السيارات والطائرات والمصانع الصغيرة والكبيرة ..الخ
ومن أجل تنقية الأجواء والمحافظة على الطبيعة من التلوث حفاظًا على صحة الإنسان والمخلوقات التي لا يستغنى عنها وتعيش ببيئة ومن آجل الطبيعة ونظافتها وجعلها بيئة صحية نظيفة.
بذل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الغالي والنفيس لدفع تلك الأضرار التى أضرت بالكائنات الحية والإنسان والوسط الذى يعيشون فيه.
ومن أجل ذلك كانت المملكة العربية السعودية من الدول السباقة والمؤيدة والداعمة للمحافظة على البيئة وتحويلها إلى بيئة صحية نظيفة.
وسخروا كل الإمكانات لتكون المملكة العربية السعودية من أكثر دول العالم إنفاقًا للقضاء على التصحر واستصلاح الأراضي للزراعة وزراعة المحميات والمحافظة عليها ومن أجل ذلك دفعت المليارات وطورت المؤسسات والوزارات التى تهدف لمكافحة التلوث البيئي فى كل مكان.