إبراهيم بن سعد الماجد
هذا الأسبوع وتحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أقيم سباق الخيل على كأسيّ سموه في نسخته 57 ، هذا السباق الذي تأتي المنافسة عليه على أشدها، فالكل يريد أن يظفر بهذه الكأس الغالية على الجميع، كونها تحمل اسم قائد هو في قلوب جميع شعبه، بل والشعوب العربية والإسلامية.
تابعت كل تفاصيل السباق وتعرَّفت على أهميته، وشاهدت حماس أصحاب الخيول وكذلك الخيَّالة، ونلت شيئاً من حماسهم، وبعض فرحتهم.
هذه الفعالية في ظاهرها رياضية، لكنها تحمل كثيرًا من الاقتصاد، وكثيرًا من الثقافة، وكثيرًا من الترفيه والمتعة.
لقد نقل سمو ولي العهد سباقات الخيل إلى العالمية من خلال كأس السعودية الأغلى عالمياً، والأكثر جماهيرية، كما أن ميادين الخيل في المناطق أصبحت أكثر نشاطاً وحضوراً وتميزاً.
وعلى الجانب الآخر يُقام مهرجان الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل في نسخته السابعة، هذا المهرجان الذي حظي كذلك باهتمام بالغ من سمو ولي العهد، فكان الترقي من نصيبه عاماً بعد آخر، فتعددت الأشواط، وكثرت المنافسة من داخل المملكة ومن دول الخليج، فأضحى تظاهرة تراثية اقتصادية مهمة، وإننا نأمل أن يبقى كما رسم له منذ البداية، وأن لا يخرج عن مساره من خلال بعض الأفكار التي لا تخدم الهدف الأساس، فهذا الموروث يجب أن لا يأخذنا الحماس، (والتحميس) فينسينا مسارنا الأهم فيدخل من ليس له علاقة بهذا الموروث، فيكون سبباً في خروج الأصليين والفاعلين.
الخيل والإبل ارتبطا بهذه الأرض، فهي أرض الخيول ومراتع الإبل، وكم تغنى بهما الشعراء، بل أريقت الدماء من أجلهما، ولذا فالخيل والإبل كما أنهما اقتصاد كبير، فهما تراث عريق في وجدان إنسان الجزيرة العربية، ولا يمكن لإنسان هذه الأرض نسيانهما مهما أوغل في الحضارة والتحضّر.
سباقات الخيل تختلف عن الإبل، كون الخيل عالمي الحضور، ولذا كان التحدي كبيراً في أن تظهر سباقات السعودية بالشكل المنافس عالمياً، وقد كان بالفعل.
يقول المتنبي:
ويوم كليل العاشقين كمنته
أراقب فيه الشمس أيان تغرب
وعيني إلى أذني أغر كأنه
من الليل باق بين عينيه كوكب
له فضلة عن جسمه في إهابه
تجيء على صدر رحيب وتذهب
شققت به الظلماء أدنى عنانه
فيطغى وأرخيه مراراً فيلعب
وأصرع أي الوحش قفيته به
وأنزل عنه مثله حين أركب
وما الخيل إلا كالصديق قليلة
وإن كثرت في عين من لا يجرب
إذا لم يشاهد غير حسن شياتها
وأعضائها فالحسن عنك مغيب