إيمان حمود الشمري
حضرت جلسة نقاش نظمها مركز البحوث والتواصل المعرفي بين قامات سعودية وقامات صينية شاركونا عن بعد، كانت عبارة عن عصف ذهني لتبادل الأفكار والاستنتاجات والانطباعات عن هذه الزيارة التي شهدت اهتماماً عربياً وعالمياً كبيراً، كانت زيارة استثنائية من حيث التوقيت، والهدف، شدني ماطرح في الجلسة فدونته بنقاط لأشارككم بها في مقال.
بينما كانت البوصلة متجهة غرباً أدارت المملكة البوصلة متجهة شرقاً دون الإضرار بالعلاقات الأخرى.
فكان أهم محورين في هذه الزيارة هما مشاركة الصين في رؤية 2030 ومشاركة المملكة في الحزام والطريق، حيث عبرت هذه الزيارة من جميع الجوانب عن التوازن في العلاقات الدولية بين البلدين، ومن أبرز نتائجها ما قاله الرئيس الصيني: إن الصين تأخذ علاقتها مع السعودية بالأولوية، فالمصلحة السعودية هي المصلحة الصينية، وهذه المصلحة بمثابة جواز مرور وعبور للشركات الصينية.
فطنت المملكة لمكانة الصين من الجانب الاقتصادي والسياسي والأمني، إضافة إلى أنها حضارة تمتد لآلاف السنين، كما فطنت الصين لأهمية المملكة السياسية والدينية والاقتصادية والتجارية، وأنها المحور الرئيسي ونقطة التقاء بين الشرق والغرب في طريق الحرير، فالتقت مصالح الطرفين على بناء علاقات استراتيجية، إذ أن قبل زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة أصدرت وزارة الخارجية الصينية تقريراً عن التعاون الصيني العربي في (العصر الجديد), وكانت هذه المرة الأولى التي يستخدم بها مثل هذا اللفظ الذي يعتبر ذا مغزى كبير بالنسبة للطرفين فقد دخلت الصين حقبة جديدة من بناء العصرنة الشاملة ويواكب ذلك ترحيب الدول العربية من الاستقلالية والتواصل المتنوع، فإذا كان مؤتمر باندونغ الذي عُقد قبل أكثر من نصف قرن قد فتح الباب أمام إقامة علاقات دبلوماسية بين الصين والدول العربية، فإن القمم الثلاث التي أقيمت بالرياض تعد بمثابة نقطة انطلاق تاريخية في تعميق التعاون الصيني العربي.
ومن الجانب الإعلامي أكد الصينيون الذين شاركونا بالنقاش أن المقالات التي كُتبت غيرت نظرة الجانب الصيني عن السعودية، وسلطت الأضواء عليها، فالصينيون لايعرفون السعودية الجديدة التي شاهدها الوفد على أرض الواقع والتي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، نقلت صورة واضحة عن السعودية التي لايعرفها الشعب الصيني. فقد تداول الإعلام الصيني التغيرات الأخيرة التي حدثت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده لبناء مجتمع حيوي منفتح، وقدّمها على أنها بلد ذات استقلالية واضحة في سياستها الداخلية والخارجية التي ترفض أي إملاء من الخارج، ويقدر الإعلام الصيني هذا التوجه الجديد الذي سيصنع فرقاً كبيراً في العلاقات بين البلدين باعتبار المملكة (شبه الجزيرة العربية) بلداً ذات حضارة عريقة ودولة صديقة للصين منذ زمن، وأرجع الكثير من الباحثين العلاقات إلى ما قبل الألفي سنة، عبر طريق الحزام والحرير وطرق أخرى.
فيمكن أن نختصر هذه الزيارة بأنها ما هي إلا تعزيز لعلاقات قديمة كانت بين البلدين وسوف تنطلق من جديد بشكل أقوى لتصنع مستقبلاً مزدهراً لهما.