عطية محمد عطية عقيلان
حصد مقطع فيديو ملايين المشاهدات، لشباب يقومون برمي البذور في مجاري السيول والأودية، بأمل أن تكون أشجارا تنموا في الصحاري، كمساهمة منهم في الحفاظ على البيئة وزيادة الأشجار وانتشارها، ومقاومة التصحر، وبعيدا عن إمكانية وجدوى ذلك من الناحية العلمية، ولكنها بذور الخير الموجودة في نفوسهم وتصنع أثرا إيجابيا محفزا، ويمكن أن تستغل لتقديم جهود تفيد على جميع الأصعدة للمحافظة على البيئة والحياة الفطرية، فمهما كانت الجهود الحكومية المبذولة، بدون مساهمة الناس ومساعدتهم سيكون العمل صعبا ومكلفا جدا، خاصة في قضايا البيئة والحد من الاسراف والاحتطاب الجائر والنظافة في الأماكن العامة والمتنزهات، والفيديو يعتبر من باب التحفيز والعدوى الحميدة، لنا كأشخاص بالقيام بدورنا والمساهمة بجهد فيها، أو أضعف الإيمان القيام بما يجب علينا من عمل، لا سيما أن موسم التخييم والطلعات البرية بدأت وهي بحاجة أن نساهم كأفراد، بدورنا في حماية البيئة من خلال:
1 - الحرص على جمع نفاياتنا ومخلفاتنا، بوضعها في كيس القمامة ووضعها في المكبات المخصصة، دون الاكتفاء بجمعها وتركها في المكان لأنها مع الهواء وعبث الحيوانات سترجع وتنتشر في المكان، مع عدم رميها على جوانب الطريق.
2 - جرب أن تنظف المكان الذي ستجلس معه، وهذا لن يستغرق أكثر من 10 دقائق، ولكنه سيعمل فرقا كبيرا في منظر المكان ويبرز جماله.
3 - الالتزام بالتعليمات، فتشترط البيئة عدم الاحتطاب وان يكون توليع النار في موقد خاص حتى لا تضر بالغطاء النباتي أو تتسبب في حرائق.
4 - قيامنا بدور توعي لأولادنا بأهمية الحفاظ على المكان الذي نتواجد فيه، بعدم رمي مخلفاتنا على الأرض وتركها دون جمع، كمنهج نتبعه معهم لتكون عادة.
5 - التعود على ترشيد استخدامنا من الموارد الطبيعية والغذاء، واستهلاك ما نحتاجه بعيدا عن الهدر والاسراف.
6 - لنحاول استخدام مواد الحفظ والتخزين متعددة الاستخدامات ولأكثر من مرة، والتخفيف من المواد البلاستيكية قدر المستطاع.
لذا عزيزي القارئ لي ولك، هذه الطبيعة والأماكن الصحراوية والمتنزهات، تحتاج منا القيام بواجبنا اتجاهها، حتى نضمن استفادتنا منها واستمرارها بالشكل المطلوب، ولنتعامل معها وكأنها بيتنا الكبير بالحرص على نظافته وبهائه، دون إسراف وتبذير، ولكي ننعم جميعا بها، لابد من التكاتف والتعاون والاهتمام بها، حتى نضمن أن تكون بيئة صالحة ومحببة لقضاء أوقاتنا والاستمتاع بها، وهي مسؤولية الجميع للحفاظ عليها وحمايتها من الدمار والعبث، يقول المعماري البريطاني ريشارد روجز «أفضل طريقة للحل، إذا أردنا تحسين جودة البيئة، هي من خلال إشراك الجميع».
خاتمة: البيئة نتشارك جميعا فيها، فلنساهم في الحفاظ عليها، وترك أثر والمساعدة في برامج التطوع لنظافة أماكن التخييم والصحاري، ولنطبق مبدأ «اترك المكان، أفضل مما كان، وكما تحب أن يكون»، تقول «وانجاري ماثاي» الناشطة الكينية الحائزة على جائزة نوبل في السلام، بسبب إسهاماتها في التنمية المستدامة والبيئة «إنها الأعمال الصغيرة التي يفعلها المواطنون، وهي بالفعل ما سيحدث الفارق، عملي الصغير هو زرع الأشجار».