عوض مانع القحطاني/ تصوير - فتحي كالي:
قال معالي سفير مملكة ماليزيا لدى المملكة السيد/ داتوك وان زايدي وان عبدالله: إن العلاقات السعودية - الماليزية ستشهد نقلة نوعية في كافة المجالات وأن هذه العلاقات راسخة ومبنية على الأخوة والاحترام بين البلدين. وأضاف بأن علاقات ماليزيا مع المملكة منذ عام 1957 تسير وفق ما يخطط لها من قبل قادة البلدين. وأشار إلى أن البلدين يسعيان لتطوير هذه العلاقات في كافة المجالات، ممتدحاً هذه العلاقات التي ستعود على الشعبين بالخير والرفاهية. وأثنى السفير الماليزي على القمة الثلاثة التي انعقدت في المملكة بين الصين ودول الخليج والصين والعالم العربي، مشيراً إلى أن نجاح هذه القمة يسجل لدور المملكة الريادي في بناء شراكات مع دول العالم. وقال: إن هذه القمة ليست في صالح هذه البلدان فقط، بل حتى دور آسيا، ممتدحاً جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اللذين يعملان لخدمة الإسلام والمسلمين وإيجاد علاقات وشراكات مع الدول بعيداً عن الصراعات. جاء ذلك خلال لقاء جمع الصحفيين السعوديين على مأدبة غداء وقد أجاب معالي السفير على أسئلة «الجزيرة»:
* كيف انطلقت علاقات المملكة وماليزيا؟
• علاقاتنا مع المملكة انطلقت منذ عام 1957 وهذه العلاقات في الواقع تشهد تقدماً وتطوراً وتسير من أحسن إلى أحسن وهناك زيارات متبادبة بين مسؤولي البلدين لبناء شراكة قوية.. المملكة بلد الحرمين الشريفين ترتبط بعلاقات قوية ومتينة مع العالم الإسلامي وهي محل الاحترام والتقدير لما يقوم به لخدمة الإسلام والمسلمين، هناك زيارات العام المقبل مقررة من قبل قيادات البلدين وعلى رأسها زيارة ولي العهد السعودي التي تأجلت للعام المقبل وهناك زيارة لرئيس الوزراء الماليزي على رأس وفد كبير ستتم قريباً لمناقشة عديد من الشراكات بين البلدين والدخول مع المملكة في عدة اتفاقيات على ضوء رؤية المملكة 2030 التي أثبتت فعالياتها.
* كيف تقيمون العلاقات السعودية - الماليزية؟
• علاقاتنا راسخة ومتينة وتشهد نقلة نوعية على كافة الأصعدة ونسعى لتطويرها إلى الأفضل في كافة المجالات ونعمل مع المملكة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
* ماذا عن التعاون في مجال التعليم؟
• يوجد بيننا وبين المملكة تعاون، فلدينا في ماليزيا ما يقارب من 1600 طالب وطالبة يدرسون في الجامعات في كافة التخصصات وفي المقابل هناك 400 طالب ماليزي في جامعات المملكة وفي مؤسساتها التعليمية حيث توفر المملكة سنوياً لـ300 طالب فرص التعليم من خلال منح من المملكة في كافة التخصصات الشرعية ومجالات أخرى موضحاً بأن هؤلاء الطلاب والطالبات يلقون العناية والاهتمام بالطلاب الماليزيين، كما أن الطلاب السعوديين في ماليزيا يلقون التقدير والاحترام ويدرسون في تخصصات مهمة.
* ما المبادرات التي بين المملكة وماليزيا؟
• هناك عديد من المبادرات في مختلف الأعمال وهي في مجال الطاقة ومجال مشاريع الطاقة الخضراء مع المملكة ولدينا مشاريع مع أرامكو وسابك، كما أن لدينا مشاريع لإنتاج الطعام الحلال وتصديرها إلى المملكة، كما أن لدينا مبادرات واتفاقيات في مجال تطوير عمل المرأة.
* هل هناك اتفاقيات جديدة بين البلدين؟
• هناك مشاريع مهمة سوف توقع أثناء زيارة ولي العهد السعودي إلى ماليزيا في مجال التكنولوجيا والطاقة كذلك هناك زيارة لمعالي وزير الثقافة إلى المملكة لمناقشة عديد من المشاريع والمبادرات بين البلدين.
* هل هناك توجه لنقل التقنية إلى المملكة؟
• نحن سعداء بالتعاون مع المملكة الشقيقة في كافة المجالات وماليزيا مشهورة في قطاع التكنولوجيا وتطويرها ولدينا تقنيات متقدمة وسنعمل مع الشقيقة المملكة لتزويدها بما تحتاج إليه من التعليم والتدريب وفق رؤية المملكة 2030.
* ما المشاريع التي لديكم في المملكة؟
• لدينا مشاريع كثيرة ولكن من أهم هذه المشاريع التي لدينا مع المملكة مشاريع تطوير الموانئ والطاقة الشمسية وتحلية المياه ومشاريع قطار الحرمين بين مكة والمدينة ومشاريع الشعيبة للمياه والميناء الإسلامي في جدة وهذه مشاريع مهمة تقوم بها شركات ماليزية ونحن سعداء بالعمل مع المملكة.
* كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وماليزيا؟
• يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 9 مليارات دولار منها 6 مليارات دولار استيراد بترول من المملكة وهناك 3 مليارات دولار تم تصدير عديد من السلع إلى المملكة مثل الطعام والزيت والبتروكيماويات وبعض السلع المنوعة.
* كيف تنظر ماليزيا إلى محاربة الإرهاب والتطرف؟
• ماليزيا دولة معتدلة وترفض الإرهاب وترفض كل التطرف بكافة أشكاله وماليزيا والمملكة على وفاق تام في مكافحة الإرهاب، ولا شك هناك نجاحات للمملكة في القضاء على الإرهاب بكل أشكاله ولدينا تعاون مع المملكة وسوف نستفيد من الاستراتيجية التي وضعتها المملكة في مجال المناصحة والتوعية.
* المملكة عقدت ثلاث قمم تتعلق بالشراكات بين دول مجلس التعاون والدول العربية.. كيف تابعتم هذا الحدث؟
• هذه القمة الكبيرة التي عقدت في المملكة حدث كبير ونوعية في العلاقات بين الدول ونوعية في الدخول في شراكات مع بلد مثل الصين وبحضور ذلك العملاق الصيني إلى المملكة هو ليس مكسبا للمملكة والدول العربية فقط.. بل حتى للدول الآسيوية هذه القمة لها انعكاسات جيدة في علاقات الدول.. ولا شك بأن المملكة اليوم أصبحت قوة اقتصادية وسياسية وهي تسعى لبناء شراكات حول العالم وأصبحت المملكة دولة مؤثرة ولابد من بناء علاقات ومصالح مع الصين وروسيا وأمريكا ودول آسيا وأوروبا، وقد كان هذا المؤتمر ناجحاً بكل المقاييس.
وأكد معالي السفير أن المملكة تسعى لتطوير علاقاتها مع كافة الدول في العالم.. ولا شك بأن حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده هي محل احترام الجميع ونحن نتطلع لبناء شراكات قوية مع المملكة باعتبارها بلدا يسوده الأمن والاستقرار.